أكد الوزير الأول البرتغالي خوزي سوكراتيس أن الجزائر والبرتغال بصدد بناء صرح علاقات طويلة المدى ومستدامة ومتينة تقوم على "الصداقة القائمة بينهما وعلى نقاط مشتركة"، حيث لم يتوان في اعتبار الجزائر شريكا أساسيا لبلاده، وهو ما دفعه إلى القول بأنه من الضروري العمل والتنسيق أكثر لتحقيق مزيد من المكاسب. جاء تصريح سوكراتيس على مناسبتين الأولى للصحافة أن الجزائر والبرتغال "تبنيان صرح علاقات طويلة المدى ومستدامة ومتينة تسمح بتأكيد وجهات النظر المشتركة على الساحة الدولية والقيم المشتركة بين بلدينا"، وأضاف في تصريحه بعد اللقاء الذي خصه به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن العلاقات الثنائية "جيدة جدا وتتجاوز العلاقات السياسية والاقتصادية". وأعرب الوزير الأول البرتغالي عن تفاؤله لكون هذه العلاقات "تقوم على الصداقة القائمة بين البلدين وذلك ما يسمح لنا بانتهاج الطريق الصحيح"، مشيرا إلى أن البلدين يتقاسمان كذلك روابط تاريخية، كما أن "نقاطا مشتركة كثيرة تجمع بين شعبيهما"، دون أن يخفي ارتياحه للاتفاقات المبرمة بين الجزائر وبلده لا سيما الاتفاق المبرم بين شركة سوناطراك ومؤسسة "انيرجياز دي برتغال". وعلق يقول في هذا السياق أن "الأمر يتعلق بإبراز مدى النضج والتعاون التجاري الجيد الذي بات يتحسن أكثر فأكثر بين المؤسسات الجزائرية والبرتغالية"، مؤكدا في هذا الصدد أن "المبادلات التجارية بين البلدين في تصاعد مستمر"، وسجل من ناحية أخرى أن للجزائر والبرتغال "وجهات نظر متطابقة" لا سيما بشأن دور منظمة الأممالمتحدة ومحاربة الإرهاب، مضيفا أن "البلدين يتبنيان مواقف ترتكز على الدفاع عن السلم والأمن والقانون الدولي وكذا التسامح والصداقة بين الشعوب". وأوضح سوكراتيس أنه سلم للرئيس بوتفليقة دعوة من نظيره البرتغالي أنيبال كافاكو سيلفا ليقوم بزيارة إلى البرتغال "حتى يعزز أكثر هذه الصداقة الثنائية"، كما شكر الرئيس بوتفليقة على مشاركة البرتغال كضيف شرف في معرض الجزائر الدولي وكذا على مساعدة الجزائر للرئاسة البرتغالية للاتحاد الأوروبي التي ساهمت في نجاح القمة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي التي عقدت بلشبونة في ديسمبر 2007. وكانت المناسبة الثانية خلال الاجتماع الثاني الجزائري-البرتغالي رفيع المستوى، حيث قال سوكراتيس في كلمة ألقاها إنه "ليس للبرتغال أهداف على المدى القصير وإننا هنا لبناء علاقة سياسية مستديمة ومتينة في المستقبل"، كما أعرب عن أمله في أن تسجل الجزائر والبرتغال "معا المزيد من التقدم لتعزيز الثقة والصداقة بين الحكومتين والشعبين"، مشيرا إلى أن العلاقة المهيكلة على المدى الطويل ستكون "مفيدة" بالنسبة للبلدين. وفي هذا السياق اعتبر الوزير الأول البرتغالي أن البلدين يتقاسمان تصورا "تقدميا لعلاقاتهما التي تقوم على الإرادة في السلم والصداقة والتعايش السياسي وكذا على نفس التصور للدور الذي يجب أن تضطلع به منظمة الأممالمتحدة يكون مطابقا للقيم الواردة في ميثاقها على غرار السلم والأمن والتسوية السلمية للنزاعات". وقال سوكراتيس من جهة أخرى إنه "لمس تطابقات كبرى" لوجهات النظر لاسيما فيما يخص العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والضفة الجنوبية للمتوسط، مبرزا ضرورة "تطوير" اتحاد المغرب العربي "لتوفير الظروف الملائمة لعلاقة أكثر انسجاما على الصعيد السياسي واندماج اقتصادي". واعتبر يقول "أنها كلها عوامل ضرورية من جل إقامة شراكة جيدة وإنجاح المشروع الأورومتوسطي" داعيا إلى تعزيز التعاون في الفضاء غير الرسمي سيما في إطار حوار "5+5" والمنتدى المتوسطي وتعزيز التعاون في إطار التعاون الإقليمي، ولدى تطرقه إلى مسألة الصحراء الغربية صرح سوكراتيس أن بلاده "تدعم" المفاوضات الجارية للتوصل إلى "حل عادل ونهائي يتقبله الطرفان" لوضع حد للنزاع.