* email * facebook * twitter * linkedin قدّم إدريس بوسكين، أول أمس، كتابه الجديد "ثلاث سنوات في روسيا، على خطى السلاف والتتار وشعوب القوقاز" بمكتبة "ميديا بوك" بالجزائر العاصمة، وهو مؤلف يندرج ضمن أدب الرحلة، وتصدره المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وسيكون حاضرا بالصالون الدولي للكتاب 24 المرتقب تنظيمه بداية من 31 أكتوبر الجاري. قال بوسكين إن كتابه هذا هو ثمرة إقامته ثلاث سنوات في روسيا من أجل الدراسة للحصول على ماستر في الصحافة في الفترة الممتدة من 2005 إلى 2008، ثم أخذ وقتا طويلا لكتابته، وهو من القطع المتوسط، ويضم 419 صفحة. وأوضح أن الكتاب عبارة عن نظرة بانورامية لروسيا من الداخل، عن روسيا التي لا يعرفها عامة الناس؛ من تاريخها وجغرافيتها وأعراقها المتعددة، وإثنياتها الكثيرة والهجرة فيها. فروسيا تحوي أكثر من 140 جماعة بشرية أو إثنية. ورغم هذا التعدد لم تشكل أزمة مثلما هو واقع في بلدان العالم الثالث التي تحوي على عرقين أو ثلاثة وتعرف نزاعات دموية. وتابع يقول إن الكتاب يتحدث عن التراث والسياسة، وماذا قدّمت تلك الإثنيات في روسيا. وأجزم الكاتب أن عمله ينتمي لأدب الرحلة. وفي هذا الشأن أفاد بأن العديد ممن يجزمون أنهم يكتبون في هذا المجال لم يقيموا الفترة المعينة الواجب إقامتها، التي تمكن الكاتب من الاطلاع على ذلك الشعب من الداخل، ويرى أن هذا النوع من الكتب قد يصب في خانة المذكرات، ويستحيل أن تسمى بأدب الرحلة إذا أقام أسبوعين أو ثلاثة. وكتب بوسكين هذا الكتاب، حسبه، بصفة معتدلة وبأسلوبه الخاص. وقد اطلع على الكتب الروسية في الثقافة والتاريخ، ودُوّن بمنظور روسي بحت. وضرب مثلا بأن "لا أحد كتب أن الكرملن بناه التتار، والحقيقة أن التتار فعلت. وأصل كلمة كرملن تتارية، و«كرم" معناه الحصن". وكتابه لم يعكس التاريخ الرسمي الروسي، وإنما نقل كل ما شاهده وقرأه. وأكد بوسكين أن المجتمع الروسي سيهتم بهذا الكتاب، (ينوي ترجمته إلى الروسية والتتارية)، ذلك أنهم حساسون جدا بخصوص النظرة الخارجية إليهم، ممثلا بتأسيس القناة الفضائية "روسيا اليوم"، التي قال عنها مسؤولوها إنها ستغير الصورة النمطية على أنهم فقراء ويعيشون حياة صعبة، وحساسيتهم الكبيرة تجاه الأوروبيين؛ إذ ينظرون إليهم نظرة دونية. للإشارة، إدريس بوسكين خريج جامعة موسكو بماستر صحافة عام 2008، وله خمس مؤلفات "الإعلام والاتصال في العالم، الهند والصين نموذجا"، و«أمريكا من الداخل، الهجرة والأقليات"، و«الإسلام في أوروبا"، ورواية "علي والبحر"، بالإضافة إلى المؤلف الخامس "ثلاث سنوات في روسيا، على خطى السلاف والتتار وشعوب القوقاز"، وكلها منشورة بين الجزائر والأردن. والمتابع لمسار إدريس بوسكين في مجال الكتابة، يلاحظ شغفه بالتاريخ والجغرافيا، وهو ما عبّر عنه، وكذلك شغفه بمواضيع الهجرة والجماعات البشرية والاختلافات الثقافية والاختلافات الإثنية.