* email * facebook * twitter * linkedin أكدت آخر تطورات الموقف في ليبيا أن السلطات التركية عازمة على إلقاء كل ثقلها العسكري والسياسي من أجل حسم الوضع في هذا البلد لصالح حكومة الوفاق الوطني بقيادة الوزير الأول فايز السراج التي وقعت معها مؤخرا على معاهدة عسكرية تضمنت القيام بتدخل عسكري تركي متى طلبت منها السلطات الليبية ذلك. وتقاطعت عدة أحداث لتأكيد مثل هذا التوجه إذ في الوقت الذي بادرت فيه الحكومة التركية بطرح مشروع قانون لإرسال قوات عنها إلى ليبيا على البرلمان وصل الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تونس في زيارة مفاجئة ستكون الازمة الليبية في صلب المحادثات التي سيجريها في قصر قرطاج مع الرئيس، قيس سعيد. وكشف إبراهيم قالين المتحدث باسم الرئاسة التركية أن البرلمان بصدد صياغة مشروع قانون يسمح بنشر قوات في ليبيا بقناعة دعم الحكومة الليبية، سياسيا وعسكريا في حال التمست السلطات الليبية ذلك من نظيرتها التركية. وجاء هذا التطور بعد تصريح ادلى به الرئيس رجب طيب أردوغان أول أمس تعهد من خلاله بزيادة دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني الليبية، إذا استدعى الامر ذلك. يذكر أن الرئيس التركي والوزير الأول الليبي وقعا يوم 27 نوفمبر الاخير مذكرة تفاهم نصت بشكل أولى على تعاون أمني وعسكري بين البلدين. وما يؤكد ذلك أيضا أن الرئيس أردوغان رافقه في زيارته إلى تونس وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع، خلوصي أكار ورئيس جهاز المخابرات، حاقان فيدان والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن. وكانت آخر زيارة قام بها الرئي التركي إلى تونس تمت في نهاية سنة 2017، أكد خلالها على تطابق المواقف التونسية والتركية بخصوص مختلف ملفات العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية. وإذا كانت السلطات التونسية تكتمت بشأن الزيارة ودواعيها إلا أن سياقها الزمني يؤكد انها على علاقة مباشرة بالأوضاع المتردية في ليبيا وخاصة وأنها جاءت يومين بعد اللقاء الذي جمع الرئيس قيس سعيد بمجموعة من النخب الليبية من مختلف مكونات المجتمع الليبي المنضوين تحت مظلة " المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية" وكان مناسبة للرئيس التونسي للاطلاع على مستجدات المشهد الليبي وبحث سبل التوصل الى حل سياسي في ليبيا. كما أن زيارة الرئيس التركي إلى تونس جاءت اياما فقط بعد اتفاق روسي تركي من أجل التوصل إلى حل سريع للأزمة الليبية على خلفية وقوف موسكو الى جانب قوات الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر ووقوف انقرة الى جانب فايز السراج. وجاءت زيارة الرئيس التركي إلى تونس في سياق تحرك أممي من أجل إيجاد الظروف المواتية لعقدة ندوة دولية بالعاصمة الالمانية الشهر القادم وخاصة اقناع طرفي معادلة الحرب الليبية بوقف المعارك المتصاعدة بينهما في محيط العاصمة طرابلس منذ الرابع افريل الماضي وشكلت "صداع راس" بعد ان تداخلت فيها مصالح قوى اقليمية ودولية والتي جعلت كل فرصة للتسوية تتضاءل من يوم لآخر. ودعت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا كافة الليبيين إلى إنهاء الاقتتال واستئناف الحوار السياسي بينهما بمناسبة الذكرى ال 68 لاستقلال بلادهم سنة 1951 وتغليب مصلحة الوطن والمواطنين.