دعت قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي اختتمت أشغالها أمس، الدول الأعضاء والأفارقة في المهجر إلى "مشاركة فعالة ونوعية في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، المقرر بالجزائر من 5 إلى 20 جويلية القادم. ودعت القمة التي سجلت تصريح الجزائر حول تقدم التحضيرات التي شرعت فيها الجزائر في إطار تنظيم هذا المهرجان المفوضية الإفريقية إلى "تقديم مساهمتها الفعلية" من أجل انجاح التظاهرة وأعربت القمة في هذا الشأن، عن "تهانيها" للجزائر على الجهود التي تبذلها من أجل تنظيم هذا المهرجان ولمساهمتها المعتبرة في تجسيد النهضة الثقافية لإفريقيا. وكان السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، قد أكد من قبل أمام قمة الاتحاد الإفريقي "أن الجزائر قد اتخذت كل التدابير من أجل تحقيق نجاح كبير لهذا الموعد الثقافي الإفريقي". وأشار في هذا الصدد، إلى أن الجزائر شكلت لجنة وطنية لتنظيم هذا المهرجان برئاسة الوزير الأول، تضم مجمل القطاعات. وبعد أن ذكر السيد بلخادم بالطبعة الأولى لهذا المهرجان التي احتضنتها الجزائر عام 1969 تحت شعار "تحرير القارة الافريقية" قال إن مهرجان الجزائر القادم الذي اختير له شعار "نهضة إفريقيا وتجديدها" سيسمح بإبراز ما تزخر به إفريقيا من ثراء وتنوع ثقافي، كما أنه سيكون "فرصة للتأكيد مجددا على مدى تمسكنا جمعيا بالقيم الإفريقية الشاملة والسلم والوحدة والتضامن". ووجه السيد بلخادم، في الأخير، نداء من أجل "مشاركة فعالة في هذه التظاهرة العظمى، معبرا عن يقينه بأنها ستحظى بفضل الدول الأعضاء في الإتحاد الإفريقي ب "نجاح باهر سيكون مرة أخرى إحدى اللحظات البارزة في المسار الإفريقي نحو التنمية والرقي وإثبات مكانة إفريقيا في العالم. من جانب آخر، حثت الجزائر الدول الإفريقية، أمس، على مضاعفة الجهود حتى يتسنى لإفريقيا أن تؤثر على المفاوضات المتعلقة بالنظام المناخي المستقبلي. وتطرق السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية خلال أشغال الدورة العادية ال 12 لندوة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي، إلى ندوة الجزائر حول التغيرات المناخية التي توجت بإعلان الجزائر، مذكرا، أن المشاركين في تلك الندوة قرروا بناء على هذا الإعلان، تكوين تحالف بين القارات حول المناخ. وأضاف السيد بلخادم، أن هذا التحالف يهدف، من جهة، إلى ترقية مبادرات حازمة في مجال تكييف وتخفيض هشاشة المحيط، ومن جهة أخرى، إلى إنشاء مجموعة وزارية لتكون ركيزة سياسية للمفاوضات الافريقية في إطار المواعيد القادمة على غرار قمة كوبنهاغن". وفي هذا الإطار، أعرب الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عن "رضاه" عن العمل الذي قامت به المجموعة الإفريقية التي "أظهرت انسجاما" وتضامنا كبيرين خلال مفاوضات بوزنان (بولونيا) التي جرت شهر ديسمبر 2008، مشيرا الى أن "الأرضية التي تم تبنيها في ندوة الجزائر، قد سمحت للمفاوضين الأفارقة بالدفاع بكل فعالية على مصالح قارتنا في اجتماع بوزنان". وحسب ممثل رئيس الجمهورية، فإن ندوة الجزائر تعد وتبقى تشكل "الإطار الذي تعالج على مستواه القضايا البيئية التي تخص إفريقيا حتى وإن تم اعتماد مبادرات هنا وهناك بالقارة الإفريقية والتي ليست لديها أهداف أخرى غير تدعيم إلتزام "قارتنا بمحاربة تدهور البيئة بجميع جوانبه في ظل احترام مهام مؤسساتنا"، مشيرا في هذا الشأن إلى قلة التقدم المسجل في تنفيذ بروتوكول كيوتو في ظل غياب إرادة حقيقية من الدول المتطورة لإحترام إلتزاماتها في هذا السياق، ذكر السيد بلخادم أن الجزائر قد استغلت فرصة المهمة التي أوكلت لها في إطار المجموعة الإفريقية ضمن إتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية لتنظيم ندوة إفريقية لوزراء البيئة في نوفمبر 2008، موضحا، أنها "شكلت من دون شك لبنة إضافية لبناء التضامن الإفريقي حول إحدى المسائل الحاسمة بالنسبة لإفريقيا".