* email * facebook * twitter * linkedin أحيت ولاية جيجل، مؤخرا، الذكرى 34 لوفاة المجاهد فرحات عباس أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، التي أعلن عن ميلادها في 19 سبتمبر 1958، والتي طالما ناضل من أجل استقلال الجزائر عن فرنسا المستعمرة، والذي ترأّس هذه الحكومة الجزائرية من 1958 إلى غاية شهر أوت 1961 . نُظم برنامج تخليدا للذكرى بمتحف المجاهد بمدينة جيجل، بمشاركة أساتذة وأكاديميين قدموا من مختلف جامعات الوطن، من بينهم البروفيسور بن يوسف تلمساني رئيس المجلس العملي لمركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، والبروفيسور قاسمي يوسف والبروفيسور بورغدة رمضان من جامعة قالمة، والأستاذ بوفنش شمس الدين، والدكتور بوقلمون داود من جامعة محمد الصديق بن يحيى بجيجل، وكذلك البروفيسور شافو رضوان من جامعة الوادي، إضافة إلى حضور رفيق دربه المجاهد ساعد سعادنة، وعائلة المجاهد المرحوم فرحات عباس التي تم تكريمها؛ عرفانا بما قدمته هذه الشخصية الوطنية التي طالما ناضلت بالقلم للدفاع عن حقوق الشعب الجزائري إبان الحقبة الإستعمارية، وكافحت بالسلاح من أجل استقلال الجزائر عن فرنسا. التظاهرة احتضنها متحف المجاهد بمدينة جيجل، وقد تضمنت برنامجا ثريا ومتنوعا، منها إعطاء إشارة انطلاق القافلة التاريخية الحاملة لشعار "الجزائر.. تنتصر"، المتكونة من أفواج الشباب والكشافة الإسلامية الجزائرية لزيارة بعض المعالم التذكارية والتاريخية بالولاية. كما تم بالمناسبة، تنظيم يوم دراسي حول المناضل فرحات عباس لتسليط الضوء وإبراز عظمة هذا الرجل الذي ترك بصمته عبر مختلف مراحل تاريخ الجزائر خلال القرن العشرين، فالملتقى سمح بعرض شهادات حية عن فرحات عباس، الذي أثبت حضوره في المسيرة الوطنية للجزائر، حيث أكد البروفيسور يوسف قاسمي خلال إلقاء مداخلة تحت عنوان "فرحات عباس السياسي المثقف من خلال مؤلفه غدا سيطلع النهار"، أكد أن المجاهد فرحات عباس من أبرز السياسيين المثقفين والمتشبعين بقيمهم الوطنية التي ولدت من رحم معاناة المجتمع الريفي، وخصوصا الريف الجيجليمسقط رأسه بدوار بني عافر ببلدية الشحنة الجبلية، والذي ينحدر من أسرة فلاحية بسيطة. نشأ في وسط عائلي مميز؛ حيث سهرت على تربيته والدته، وأخذ منها التواضع وحب الفقراء وعاش بين أقرانه متواضعا. ذكي محب للآخرين يخالط أقرانه بدون عقدة استعلاء، ولهذا كان لهذه النشأة تأثير كبير على شخصيته ونضاله السياسي، فهو يُعد من طبقة النخبة المثقفة، حصل على شهادة الصيدلة عام 1931، التي لم يكن من السهل آنذاك على كل جزائري الحصول عليها. ومن جهته، البروفيسور يوسف تلمساني رئيس المجلس العلمي لمركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 في تصريحه ل "جريدة المساء"، أكد أن هذه الشخصية الوطنية فرحات عباس تفاعلت مبكرا مع المسيرات التي أخذتها الحركة الوطنية، وهو أحد مناضليها في الميدان السياسي ضد الاحتلال الفرنسي، ورمز من رموز التاريخ النضالي الجزائري الحديث، وأن هذه الشخصية الوطنية، حسبه، استطاعت مراجعة وتكييف موقفها مع مقتضيات تطور ما عُرف في الأدبيات السياسية. ومن جهته، وصف المجاهد سعادنة ساعد ابن مدينة سطيف رفيق درب الراحل المجاهد فرحات عباس في تصريح ل "المساء"، بالرجل العظيم في تاريخ الجزائر خلال القرن العشرين؛ لأن في نظره فرحات عباس عاش جميع الفترات التي تميز بها تاريخ الجزائر، كما أكد أنه وطني، أحب الجزائر وناضل من أجلها.