* email * facebook * twitter * linkedin أبدى اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ليونة في موقفه بخصوص استعداده للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع غريمه فايز السراج، ساعات قبل موعد الندوة الدولية حول الأزمة الليبية المنتظر التئامها بداية من غد بالعاصمة الألمانية برلين برعاية أممية. وقال خليفة حفتر الذي قام بزيارة مفاجئة إلى العاصمة اليونانية أثينا، أمس، إنه موافق من حيث المبدأ على التوجه إلى برلين؛ ضمن إشارة قوية بتغيير موقفه الرافض الذي أبداه الأحد الماضي، للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بالعاصمة الروسية. ويُنتظر، حسب مصادر متطابقة، أن يصل اللواء خليفة حفتر مساء اليوم، إلى العاصمة برلين، وهي المناسبة التي قد تجعله يوقّع على اتفاق العاصمة الروسية قبل انطلاق الندوة الدولية حتى لا يظهر بمظهر المعرقل لعملية السلام، التي تداخلت فيها كل القوى الدولية والإقليمية من أجل إنجاحها هذه المرة. وظهرت هذه الليونة بشكل واضح؛ من خلال تصريحات المسؤولين اليونانيين، الذين أكدوا أنهم شجعوا اللواء حفتر على اتخاذ مواقف تساعد على إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار، وهو أيضا ما عكسه مضمون الرسالة التي بعث بها قائد الجيش الوطني الليبي نفسه، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شكره من خلالها على كل الجهود التي بذلها من أجل تحقيق السلم والاستقرار في ليبيا. وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بعد محادثات أجراها مع المسؤول العسكري الليبي دامت قرابة ساعة ونصف ساعة، إن بلاده حثت هذا الأخير على ضرورة الذهاب إلى برلين بإرادة بنّاءة، والعمل من أجل إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار؛ بهدف استعادة أمن ليبيا. وكان موقف اللواء الليبي المتقاعد متوقعا بدليل التزام قواته بوقف إطلاق النار، الذي سبق أن دعت إليه روسيا وتركيا، وسرى مفعوله بداية من الأحد الماضي، وبسبب أن كل القوى الدولية الداعمة له وافقت على حضور ندوة العاصمة الألمانية بعد صياغة اتفاق وقف إطلاق النار بين المتحاربين في محيط العاصمة طرابلس، والذي وقّعه رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، ورفض خليفة حفتر فعل ذلك لأسباب بقيت مجهولة إلى حد الآن. ويبدو أن قائد الجيش الوطني الليبي المتموقع في مدينة بنغازي، أراد لعب الورقة اليونانية على خلفية الصراع التاريخي بين اليونان وتركيا التي هدده رئيسها رجب طيب أردوغان بدفع ثمن غال إن هو خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما جعله يتخذ من زيارته إلى أثينا فرصته لتأكيد موقفه المؤيد لاتفاق وقف إطلاق النار، خاصة أن عامل الوقت قبل موعد ندوة برلين، لم يعد في صالحه. وسارت هذه التطورات "الإيجابية" في سياق تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد أمس، أن مشروع الصياغة النهائية للاتفاقات الأساسية التي ستطرح على المشاركين في ندوة برلين، اكتملت، وينتظر فقط تنقيح نصها النهائي وإدخال بعض التعديلات الطفيفة التي لا يجب أن تمس بروح المبادرة الأممية. ورغم هذه الخطوة إلا أن وزير الخارجية الروسي لم يشأ الإفراط في التفاؤل بخصوص حظوظ نجاح ندوة العاصمة الألمانية؛ بسبب استمرار العلاقة المتوترة بين السراج وحفتر رغم احترامهما إلى حد الآن قرار وقف إطلاق النار، الذي جنّب ليبيا وخاصة سكان العاصمة طرابلس، مأساة إنسانية حقيقية. وقال سيرغي لافروف إن حفتر والسراج يرفضان حتى الجلوس على طاولة مفاوضات في قاعدة واحدة، ولكن الأهم كما أضاف أنهما بعد انتهاء ندوة برلين، لن يكررا أخطاءهما السابقة بالعودة إلى وضع شروط مسبقة، وتبادل الاتهامات التي قد ترهن كل شيء بعد كل الجهود المبذولة.