* email * facebook * twitter * linkedin حددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأحد القادم، موعدا لعقد ندوة برلين الدولية لإنهاء الأزمة الليبية برعاية أممية بعد محادثات أجرتها مع الرئيس فلاديمير بوتين، ولقاء مع الرئيس رجب طيب أردوغان. وعقد خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي وغريمه رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، بالعاصمة موسكو، أول اجتماع بحضور مسؤولين روس وأتراك مباشرة بعد قبولهما وقف إطلاق النار في ليبيا أول أمس الأحد. ووصل طرفا الحرب الأهلية في هذا البلد إلى العاصمة الروسية تلبية لدعوة من الرئيس الروسي، للتوقيع على الاتفاق المبدئي لترسيم اتفاق وقف إطلاق النار تنفيذا لطلب روسي تركي بإسكات لغة الرصاص، وفتح صفحة حوار سياسي جدي ينهي حرب التسع سنوات بين أبناء الشعب الواحد. وحضر مراسم التوقيع على الاتفاق بالإضافة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وزيرا الخارجية والدفاع التركيين مولود جاويش أوغلو والجنرال حلوسي حكار. وكشف خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الليبي، الذي حضر ضمن وفد حكومة الوفاق، أن محادثات العاصمة الروسية دارت حول نشر قوات مراقبة وقف لإطلاق النّار، ولكنه لم يكشف عن طبيعة هذه القوات التي ستكلف بمنع أي احتكاك على جبهات القتال لمنع انهيار وقف إطلاق النّار. وشكل الضغط الروسي أول اختراق على طريق التسوية النهائية، وزاد أيضا في حظوظ عقد ندوة برلين التي لم يكن قبل الأحد الماضي، ممكنا تحديد موعدها بالنظر إلى التصعيد العسكري الذي فرضته الهجمات التي شنّها اللواء خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس ضمن حرب بالوكالة كادت أن تعصف بوحدة الأرض والشعب الليبي. ومع الآمال التي حملتها هذه التطورات تحولت أنظار عامة الليبيين أمس، إلى العاصمة الروسية وهي تنتظر الفرج الذي طالما بحثوا عنه، ولكن أحلامهم وآمالهم تحطمت على التعنّت الذي طبع مواقف المتحاربين، وزاده تعنّتا تدخل دول إقليمية باحثة عن مصالحها على حساب مصلحة الشعب الليبي. ومما زاد في تشبث اللبيين بالمبادرة الروسية التركية التصريح الذي أدلى به فايز السراج، أمس، قبل توجهه إلى العاصمة الروسية، حيث دعا كافة الليبيين إلى طي صفحة الماضي ونبذ الفرقة، ورص الصفوف من أجل تحقيق السّلم والاستقرار. وهو إقرار مبدئي من حكومة الوفاق الوطني، التي أكدت أنها تبحث فعلا عن طريق لإخراج ليبيا من عنق زجاجة حرب مدمرة لم تزد سوى في فرقة وتشتت الشعب الليبي. وهي القناعة التي قد تكون عند اللواء خليفة حفتر، الذي قبل بوقف لإطلاق النّار ومنه الجلوس إلى طاولة مفاوضات مباشرة مع غريمه الذي قد يتحول في المستقبل القريب إلى شريك في المشهد السياسي الليبي. وجاءت دعوة الرئيس الروسي، لطرفي الحرب في ليبيا إلى موسكو بعد لقاء جمعه مساء السبت، بالمستشارة الإلمانية التي تراهن على الدور الروسي في إنجاح ندوة برلين التي أرادت من خلالها لعب دور في الترتيبات السياسية المستقبلية في ليبيا، في إطار الصراع غير المعلن مع فرنسا وإيطاليا. والمفارقة أن الدول الأوروبية التي كانت السبّاقة إلى إشعال فتيل الفتنة في ليبيا من خلال تجريم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، لإيجاد مبررات الإطاحة بنظامه وجدت نفسها في آخر القاطرة الدولية، وراحت تستنجد بدول مثل تركياوروسيا من أجل حلحلة الوضع، بعد أن اقتنعت أن البقاء في موقف المتفرج سيعيد تكرار تداعيات الأزمة السورية التي كادت تعصف بتجانس دول الاتحاد الأوروبي بسبب تباين مقاربة كل عاصمة بخصوص التعامل مع اللاجئين السوريين. ويمكن القول إن روسيا التي خسرت موطئ قدمها في ليبيا بعد أن غضّت الطرف عن تدخل حلف (الناتو) ضد نظام العقيد القذافي، تمكنت من استعادة دورها في هذا البلد تماما كما فعلت في سوريا، عندما تدخلت عسكريا إلى جانب قوات الجيش السوري لنجدة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط.