في اللقاء الذي جمع الخبراء الأفارقة في مجال التراث عقد بعض المشاركين ندوة صحفية أمس، بمقر المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ والتاريخ وعلم الانسان، عرضوا خلالها أهم التوصيات والآليات الخاصة بتنظيم المعارض الفنية التي ستحتضنها الجزائر بمناسبة الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي. فقد قدم البروفسور سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ والتاريخ وعلم الانسان، عرضا عن أشغال لقاء الخبراء الأفارقة، والذي تميز بتقديم نقاشات واقتراحات قصد الوصول الى خطة عمل مشتركة لتحضير أكبر موعد فني وثقافي إفريقي تحتضنه الجزائر من 5 إلى 20 جويلية القادم. أما السيد محمد جحيش، المكلف بالتنظيم على مستوى هذه التظاهرة فأشار الى أن هدف الاجتماع كان بغرض تركيب هذه المعارض وإعطائها العنوان والمضمون المناسب لتتماشى والشخصية والهوية الافريقية، مؤكدا أن التنسيق كان إفريقيا ولم تتم الاستعانة بالأجانب في المتاحف والمعارض الأوربية تجنبا للتكرار والتقليد. العنوان الرئيسي لمعرض التراث هو "دورة الحياة" بعناوين فرعية هي "الميلاد"، "الحياة"، "والموت". وتحدث السيد جحيش عن المعروضات الثمينة وطرق ضمان الحماية لها وسيكون ذلك بالتنسيق بين الحكومات الإفريقية، كما ستتضمن التظاهرة إصدار " دليل" يتضمن كل المعروضات مرفوقة بمعلومات، وسيكون تاريخ 28 فيفري الجاري آخر أجل لجرد وحصر هذه المعروضات عبر كامل دول إفريقيا المشاركة. للإشارة فإن المعارض تتجسد في "الفنون القديمة" وأيضا في "التحف الفنية" هذه الأخيرة التي قد تشترك أكثر من دولة واحدة في اختيار نفس التحفة كالسينغال وغامبيا. تم الحرص أيضا على أن تكون المعارض جماعية بمعنى أن كل العارضين يشتركون في العرض ضمن موضوع واحد ك "الأمومة" مثلا وهذا لتغليب مفهوم إفريقيا الموحدة. كما تمت الإشارة الى استمرار هذه المعارض إلى 20 أوت أي إلى ما بعد انتهاء المهرجان الإفريقي وستتم كل هذه المعارض بقصر المعارض على مساحة تقدر ب 12 ألف متر مربع، وهي مساحة شاسعة لم تتوفر لأية تظاهرة من قبل. أما البروفيسور لام ماسونيا، من السينغال، فاعتبر هذا الحدث الثقافي موجها بالأساس الى الشعوب الإفريقية لتتعرف على بعضها وعلى هويتها الثقافية. في حين ذكر الأستاذ كمال بوغابة، العضو في بعثة الجزائر في اليونسكو، بالجهود الجبارة للجزائر على الساحة الدولية من أجل رفع حصة إفريقيا في رصد الاهتمام الدولي بثقافتها خاصة فيما يتعلق بحماية تراثها.