احتضن المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" أوّل أمس، عددًا جديدًا من فضاء "صدى الأقلام " الذي استضاف هذه المرة الكاتب المسرحي الشاب، سيد علي بوشافع، ليقدّم قراءة في نصه الجديد "عرس الشهيد" الذي تبنّاه للركح المسرح الوطني الجزائري في برنامجه الخاص باحتفالية "القدس عاصمة الثقافية العربية". "عرس الشهيد" هو ردة فعل سريعة للمحرقة التي ارتكبتها إسرائيل في حقّ سكّان غزّة حملها الكاتب سيلا من العواطف والمآسي والأحزان التي يعيشها الغزّاويون وسط الدمار والحصار والحطام، حيث لا أكل ولا دواء ولا أمان، ويسعى النصّ إلى إبراز كلّ تلك المعالم عبر قصة عائلة بسيطة في عددها قوية في صمودها تضمّ الأب أبو عمار وأم عمار ورقية الأخت الصغرى وهناء خطيبة عمار، التي اختارها الكاتب كنموذج أوكعيّنة تمثيلية لتعرية المعاناة التي يتخبّط فيها سكان الوطن الجريح في ظلّ الحصار من جوع وفقر وحاجة وانعدام حتى أدنى شروط الحياة، فعندما تمرض رقية يصاب الوالدان برعب شديد خوفا من أن تضيع منهما كما ضاعت شقيقتها بسبب نقص الدواء مع صعوبة إيجاد طبيب بسبب حظر التجوّل. في يوم من الأيام تجتاح قوات الاحتلال منزل أبو عمار بحثا عن عمار وعندما لا يجدونه يأخذون مكانه والده الذي يخضعونه لتعذيب قاس للكشف عن مكان ابنه، وعلى امتداد النص يتردّد اسم عمار لاسيما على لسان خطيبته، هناء، التي تنتظر عودته لإتمام فرحتهما، لكن لا يظهر إلاّ في آخر العمل عندما يدخل محمولا على الأكتاف بعد أن سقط شهيدا في ساحة الوغى. النصّ بسيط جدا حتى لا نقول ساذجا لا يحمل أي جديد لا على مستوى البناء الدرامي أوعلى مستوى الحوار حتى أنّ المستمع تعود إلى ذاكرتك مسرحية "أبناء القصبة"، علاوة على تكريس الخطاب النمطي السائد الذي يقدّم الفلسطيني دائما في صورة الضعف المغلوب على أمره الذي لا حيلة له ولا قوّة. يذكر أنّ "عرس الشهيد" الذي تبنّاه للركح المسرح الوطني الجزائري في إطار البرنامج المخصّص للاحتفالات بتظاهرة "القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية"، ليس أول عمل يكتبه سيد علي بوشافع، الذي سبق وأن خطّ العديد من النصوص لم تجد طريقها بعد للخشبة من بينها "أنا والمشاكل"، "المتشرد"،"القرار الأخير" وكذا "موحو"، أمّا عن نصه الأخير "عرس الشهيد" فقد أشار بوشافع انّه باشر كتابته قبل حدوث الاعتداء على غزّة بثلاثة أيام وانتهى من كتابته بانتهائه، داعيا في سياق آخر إلى ضرورة منح الفرصة للشباب من أجل رؤية أعمالهم تتجسّد على الخشبة، والتخلّي عن الاقتباس الذي طغى على الإنتاج المسرحي في الجزائر، مضيفا أنّ هناك كفر بمواهب الشباب وهوّة شاسعة بين الجيلين الجديد والقديم على حدّ تعبيره.