* email * facebook * twitter * linkedin أكد الدكتور الياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية أن إجراءات المراقبة للوقاية من فيروس "كورونا" على مستوى المطارات المطبقة حاليا، "غير كافية وليست قادرة على كشف الحالات الأولى للإصابة التي لا تظهر عليها أثار الحمى، باعتبار أن الحمى لا تظهر إلا بعد فترة تمتد من 7 إلى 14 يوما من انتشار الفيروس في الجسم، مقدرا في المقابل بأن المسافرين القادمين من الصين يجب أن يخضعوا لمراقبة طبية وفحص معمق ويتم عزلهم لمدة 14 يوما، حتى يتم التأكد من سلامتهم تفاديا لانتشار الفيروس عن طريق العدوى. فيما نفى مدير مستشفى بني مسوس، في سياق متصل تسجيل أي حالة اصابة بالفيروس مثلما تداولته بعض الجهات. وقال الدكتور مرابط، في تصريح ل«المساء" أمس، أن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة على مستوى مطار هواري بومدين "غير كافية" بالنظر إلى خطورة فيروس "كورونا"، الذي ينتشر بسرعة عن طريق العدوى من الشخص المصاب به حتى ولو كان في بداية الإصابة ويجهل أنه مصابا، موضحا في سياق متصل بأن عملية مراقبة المسافرين القادمين من الصين ومن بعض البلدان التي انتشر بها الفيروس مثل اسطمبول، دبي، الدوحة، والسعودية، عن طريق كاميرا حرارية لكشف حرارة جسمهم لا يكفي باعتبار أن بعض المسافرين الذين يكونون في بداية الاصابة أي حاملين للفيروس قبل بداية الأعراض، تكون درجة حرارة جسمهم عادية ولا تتجاوز 37 درجة، باعتبار أن الحمى لا تظهر في الأيام الأولى، "وبالتالي لا يمكن أن نتأكد من إصابتهم أو حملهم للفيروس"، قبل أن يضيف، أن هؤلاء المسافرين يمكن أن يكونوا مصابين وقد تناولوا أدوية لخفض الحمى، فتظهر دراجة حرارة جسمهم عن طريق هذه الكاميرا عادية، "وبذلك فإن اقتصار عملية المراقبة على قياس درجة الحرارة فقط أمر غير كاف ويتطلب تعميقه عن طريق فحص معمق وتحاليل وعدم السماح لهؤلاء المسافرين بالذهاب إلى عائلاتهم تفاديا لانتشار الفيروس في حال إصابتهم". ودعا محدثنا إلى دعم الإجراءات الوقائية المطبقة، بعزل الوافدين من الدول التي انتشر بها الفيروس، مثلما قامت به بعض الدول الأوروبية على غرار فرنسا التي وضعت رعاياها الذين تم إجلاءهم من الصين في مركز مخصص للعطل، حيث يتم عزلهم لمدة 14 يوما، وهي المدة الكافية لظهور الفيروس من عدمه. وتأسف رئيس نقابة ممارسي الصحة الذي أشرف في مرحلة سابقة على مصلحة الطب الوقائي، من "اللامبالاة" وغياب اليقظة في التعامل مع المسافرين القادمين من الصين على مستوى مطار الجزائر، بعد أن بينت الفيديوهات المنتشرة في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مسافرين قدموا من بكين لا يرتدون كمامات واقية ولا قفزات، مؤكدا أن بعض المسافرين من الطلبة الذين كانوا على متن هذه الرحلة تفاجؤوا لغياب إجراءات وقائية كافية وصارمة من طرف الفرق الطبية بالمطار، حيث صرحوا بأنهم كانوا محضرين نفسيا للبقاء في أماكن معزولة تخصصها السلطات إلى غاية التأكد من سلامتهم أو إصابتهم غير أنهم وجدوا أنفسهم أمام غياب أي إجراء من هذا النوع وخرجوا من المطار بطريقة عادية متوجهين إلى أهاليهم. وأضاف الدكتور مرابط، بأن الجزائر باعتبارها عضوا في منظمة الصحة العالمية مطالبة بتعزيز إجراءاتها الرقابية والوقائية للتصدي للفيروس، مثلما قامت به باقي الدول، بعد اجتماع المنظمة الذي أقر حالة طوارئ ووصف الوضع بالاستعجالي والخطير، حيث شدد على وجوب اعتماد إجراءات أكثر فعالية خاصة في حال إجلاء الطلبة الجزائريين المقدر عددهم ب36 طالبا المتواجدين حاليا في مدينة ووهان التي ظهر فيها الفيروس.، حيث أكد أن هؤلاء الطلبة "لابد من عزلهم لإخضاعهم لفحوصات معمقة لأنهم قادمون من بؤرة الفيروس ولا يمكن التلاعب في أمر كهذا لأن أي تهاون قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه". ويرى الدكتور مرابط، أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم حالات الاصابة يمكن عزلهم في أماكن غير المستشفيات، حفاظا على معنوياتهم النفسية باعتبارهم غير مصابين ولا يمكن ادخالهم إلى المستشفى، فيما تقتصر عملية العزل بالمستشفى على الحالات المعقّدة والأشخاص الذين تتأكد إصابتهم بالعدوى. كما دعا الدكتور الجزائريين القادمين من الصين إلى تفهم الوضع والتحلّي بالحس الوطني وقبول البقاء في حالات العزل تفاديا لانتشار الفيروس. من جهته نفى السيد بوفاسة، مدير المستشفى الجامعي لبني مسوس بالجزائر، في اتصال مع "المساء" أمس، ما يتداول حول تسجيل حالة اصابة بفيروس كورونا ليلة الخميس الماضي، مؤكدا أن المستشفى لم يسجل أي حالة اصابة، وأن أمر كهذا لا يمكن إخفاؤه في حال وجوده. وذكر المتحدث القائمين على الشأن الصحي، إلى توخي إجراءات الحذر والوقاية لتفادي الاصابة بالفيروس الذي تشبه أعراضه أعراض الأنفلونزا الموسمية التي تؤدي بدورها إلى تسجيل حالات معقدة تتسبب في الوفاة. من جهتها أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية أمس، عن اتخاذها إجراءات احترازية مشددة على مستوى المطارات والطائرات، للوقاية من فيروس كورونا، مشيرة إلى أن من بين الإجراءات إجراء عمليات تطهير شاملة للطائرات لحظة وصولها وإقلاعها من المطارات الجزائرية.