أكد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون دعمه ومساندته لجهود الجزائر من أجل محاربة الإرهاب، من منطلق أن هذه الظاهرة لا تخص دولة دون أخرى "بل لابد من القيام بجهود شاملة على المستوى العالمي" لاجتثاثها·وأشار السيد بان كي مون في ندوة صحفية قبيل مغادرته الجزائر التي زارها الثلاثاء الماضي واستغرقت يوما واحدا، إلى أنه لا يمكن تبريرالإرهاب الذي هو جريمة ضد الإنسانية مما يقتضي محاربته، داعيا السلطات الجزائرية في هذا الصدد إلى مواصلة جهودها من أجل القبض على المسؤولين عن هذه الأعمال وتقديمهم للعدالة وفي هذا الإطار شكلت ظاهرة محاربة الإرهاب أبرز المحاورالتي تناولتها المحادثات التي جمعت رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والأمين العام الأممي برئاسة الجمهورية، حيث عبر بان كي مون عن تضامنه وتضامن المجموعة الدولية مع الجزائر بعد الاعتدائين الإرهابيين وقدم تعازيه الخالصة للرئيس بوتفليقة والحكومة والشعب الجزائري بعد هذا الاعتداء الإجرامي، مع التأكيد على مواصلة الجهود لمحاربة الإرهاب الدولي بشكل وثيق مع الجزائر، وهو ما عكسته أيضا المكالمات والرسائل العديدة التي تلقاها الأمين العام الأممي من عدة رؤساء دول العالم الذين أدانوا العمليات الإرهابية المرتكبة بالجزائر· وكان السيد بان كي مون قد انتقل إلى مكان وقوع الإنفجار بحيدرة، وعبر عن صدمته واندهاشه لحجم الإجرام المرتكب في حق الضحايا الأبرياء، معتبرا ذلك ضربة ضد الأممالمتحدة وموظفيها الذين ضحوا بحياتهم لخدمة الإنسانية في ميادين التنمية والصّحة والطفولة ووضع برامج لإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية· ولم يفوت الأمين العام للأمم المتحدة في ندوته الصحافية المقتضبة الإشادة بالدّعم الذي يقدمه الرئيس بوتفليقة لمؤسسات الأممالمتحدة، وعبر عن امتنانه للتعاون والمشاركة الجزائرية الفعالة، والنشطة في كل أجندة منظمة الأممالمتحدة، مضيفا أن السلطات الجزائرية أكدت مواصلة العمل بتعزيز الاجراءات الأمنية على مستوى المباني التابعة للأمم المتحدة· وقد تطرقت المحادثات التي جمعت الرئيس بوتفليقة بالأمين العام الأممي إلى مواضيع الشراكة والتعاون بين الجزائروالأممالمتحدة وقضية الصحراء الغربية، والتغير المناخي والهجرة وقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أقام الرئيس بوتفليقة مأدبة غذاء على شرف الأمين العام الأممي·وقبل ذلك كان السيد بان كي مون قد التقى بإقامة الميثاق عائلات ضحايا الانفجار الذي استهدف مكاتب الأممالمتحدة بحيدرة والذي خلف مقتل17 من موظفيها وقدم لهم تعازي المنظمة· وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أدلى بتصريح لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين أكد فيه أنّ "الإرهاب لا يمكن تبريره أبدا بل يجب إدانته باسم الإنسانية وباسم المجموعة الدولية"·وفي هذا السياق أوضح أنه من المهم بالنسبة للجزائر ومنظمة الأممالمتحدة "العمل سويا وبشكل وثيق قصد مكافحة ظاهرة الإرهاب، معبرا عن اعجابه واحترامه للشعب الجزائري ولرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ل "ريادته" ووجه شكره لرئيس الجمهورية ل "الدعم" الذي قدمه لزملائه بالأممالمتحدة· وقال المسؤول الأممي أنه يتواجد بالجزائر ليؤكد تضامنه وتضامن المجموعة الدولية مع عائلات ضحايا الاعتدائين الإرهابيين اللّذين اقترفا بالجزائر· من جهة أخرى ذكرت مصادر دبلوماسية ل "المساء" أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للجزائر كانت مبرمجة بعد عيد الأضحى المبارك، غير أنّ الاعتدائين الإجراميين اللّذين استهدفا الجزائر قد دفعت ببان كي مون إلى تقديم موعدها·