أكد السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، أن الإرهاب آفة عالمية لا تعني الجزائر ودول الساحل لوحدها، ولذلك ينبغي أن يكون هناك تفاهم عالمي لمكافحة هذه الظاهرة العابرة للحدود، مشيرا في ذات السياق إلى أن الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الجزائرية في11 ديسمبر الماضي، ساهمت في تعزيز قناعته على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمكافحة هذه الآفة· وأشار الأمين العام الأممي في أول مؤتمر صحفي يعقده هذا العام أنه من المستحيل إيجاد مبررات للأعمال الإرهابية، داعيا المجموعة الدولية إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة هذه الآفة· وفي رده عن سؤال حول تعرض مكتب المنظمة بالجزائر لتهديدات إرهابية قبل اعتداء 11 ديسمبر، قال السيد بان كي "إن منظمة الأممالمتحدة لم تتلق أي إنذار بتعرض مكتبها في الجزائر لاعتداء إرهابي"، موضحا في سياق متصل أنه سيتسلم بعد يومين تقرير الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون الأمنية الذي كلف بإعداده حول الاعتداء وحول ظروف الأمنية التي يعمل فيها موظفو الهيئة الأمميةبالجزائر، "وانطلاقا من نتائج هذا التقرير وبالاتفاق مع الدول المعنية، سيتم النظر في إمكانية تعزيز أمن موظفي الأممالمتحدة من خلال تحديد الطرق والوسائل اللازمة لذلك"· وفي هذا الصدد شدد المسؤول الأممي على أن مسألة أمن وسلامة موظفي المنظمة عبر العالم أضحت من المسائل الأساسية وذات أهمية الكبرى، مذكرا بأن التفجير الذي استهدف مكتب المنظمة في الجزائر يعد الثاني من نوعه بعد ذلك الذي استهدف مكتب بغداد في العراق قبل 4 سنوات· وبعد أن أشار إلى الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تأمين حياة موظفي المنظمة وإلى التزامها بإيجاد مقرات جديدة للهيئتين المتضررتين من الاعتداء (برنامج الأممالمتحدة للتنمية والمفوضية السامية للاجئين)، أكد السيد بان كي مون أن سلامة وأمن موظفي الأممالمتحدة لا تعني الحكومة الجزائرية لوحدها وإنما كافة الدول الأعضاء في المنظمة الأممية، مشيرا إلى أنه سيعرض هذه المسألة على هذه الدول خلال اجتماعات مع ممثليها· وكان الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون قد قام بزيارة إلى الجزائر يوم 19 ديسمبر الماضي أي بعد الاعتداءين اللذين تعرضت لهما الجزائر، حيث قدّم التعازي للرئيس بوتفليقة وللشعب الجزائري، مؤكدا ضرورة تنسيق الجهود بشكل وثيق مع الجزائر لاستئصال الظاهرة· كما قام السيد بان كي مون، بزيارة موقع الانفجار الذي استهدف مكتب الأممالمتحدة بحيدرة وأودى بحياة 17 موظفا أمميا، والتقى بعائلات الضحايا بإقامة الميثاق مؤكدا مساندة ودعم المنظمة لهم، ورغم هول الاعتداء الإجرامي أكد الأمين العام الأممي دعمه لجهود الجزائر من أجل استئصال جذور الظاهرة، مع التأكيد أيضا على عدم مغادرة التمثيليات الأممية في الجزائر من أجل مواصلة خدماتها الإنسانية·