بدأت المعالم الأولى لبرنامج المهرجان الثقافي الإفريقي، الذي ستحتضنه الجزائر في طبعته الثانية شهر جويلية المقبل، تتّضح شيئا فشيئا، فبعد أن عرضت "المساء" مختلف الأعمال التي ستنتج بالمناسبة في مجال السينما وكذا العروض الفنية الكبرى التي ستشهدها المناسبة، جاء دور الفن الرابع الذي سيعرف هو الآخر تنظيم العديد من التظاهرات أبرز مهرجان المسرح الإفريقي. التظاهرة التي تمتدّ من 6 إلى 19 جويلية المقبل ستشهد مشاركة أكثر من 18 مسرحية تأتي للجزائر من مختلف أنحاء القارة السمراء، حيث تشارك مصر بمسرحية تحمل عنوان "قهوة سادة" التي كتبها وأخرجها للركح خالد جلال، وفي الوقت الذي تغيب فيه المغرب تشارك تونس بمسرحية تحمل عنوان "لموسوس" من المسرح الوطني التونسي وهي إعادة اقتباس لنص "مريض الوهم" لموليار، قام بها الطيب الجلولي وأعدّها وأخرجها الفنان محمد إدريس ويشارك فيها بالتمثيل عدّة وجوه مسرحية تونسية على غرار صلاح مصدق، جمال ساسي وبشير الغرياني، وتروي قصة رجل مهووس بالأمراض الوهمية وجمع الأموال يسعي إلى تزويج ابنته الوحيدة من ابن أخت طبيبه وتسعى زوجته الثانية للاستيلاء على ثروته والتخلّص منه. أمّا السينغال فتشارك بعمل عنوانه "موسم في الكونغو" للمخرج لسيبا لمين تراور، والسودان بمسرحية "كايلك" لوليد عمر بايك، وتحضر التشاد من جهتها بمسرحها الوطني من خلال "أو بلد الفيلة" لمحمد نور علي، الكونغو برازفيل تشارك هي الأخرى بعمل يحمل عنوان "على الجمر" لهنري جمبو التي ترسم مسيرة إطار شاب يفقد وظيفته في مؤسّسة كبيرة ويبدأ خطواته الأولى في الإدارة، حيث ستواجهه العديد من المشاكل لاسيما البيروقراطية والعنف. النيجر هي الأخرى تحضر بمسرحية عنوانها "بادادروم أومغامرات سكاراي"، أمّا المالي فتشارك ب "نهاية قسم" لعصمان ساوو، وتمثّل كوت ديفوار مسرحية "منسرات" لفقبا دي سالي، فيما تمثّل غينيا "ترقية" لأمين تور والتي تروي قصة حب تنشأ وسط الحرب، ويسجّل البنين حضوره في مهرجان الجزائر بمسرحية "طبيب رغما عنه" لالقوبين دين والمقتبسة من نص لموليار، وبوركينا فاسو ب "لميسورقان" للوكاس فوزي وكذا غانا ب "علي دوندو" لدازيفا قليبو، أمّا الطوغو فتشارك ب "شتز" لتعاونية 3سي، إلى جانب مشاركة كلّ من مدغشقر، الكاميرون والصحراء الغربية. المشاركة الجزائرية فتتجسّد في العديد من الانتاجات للمسرح الوطني والمسارح الجهوية وكذا فرق الجنوب، بحيث يشارك المسرح الوطني بمسرحيتي "بطن ممتلئ وبطن فارغ" و"موقف إجباري"، إلى جانب مسرحية "دونكيشوت في العاصمة" للمسرح الجهوي لعنابة، "النافذة" للمسرح الجهوي لقسنطينة، أمّا المسرح الجهوي لباتنة فيشارك ب "العقد"، ومسرح تيزي وزو بمسرحية "الأرض والدم" ومسرح بجاية ب "موسم في الكونغو"، ويشارك المسرح الجهوي لسيدي بلعباس بعمل يحمل عنوان "ذاكرة الجنون". وسيشهد المهرجان تقديم عدد من الأعمال الأخرى على غرار "ايسكوريال" من تمنراست، "جثة على الرصيف" من بشار و"وداعا إفريقيا" من ور?لة، وأيضا "النثرات الأخيرة" و"ليلة القط"من تندوف و"الحب الممنوع" من أدرار. وعلاوة على العروض المسرحية، برمج المهرجان العديد من التظاهرات المصاحبة من بينها ملتقى يشكّل "المسرح الإفريقي: بين التقليد والعصرنة" محوره الأساسي، ويستعرض من خلاله الحضور أشكال المسرح المختلفة التي عرفتها إفريقيا (المسرح الشفهي، الحكاية، الدمى والقناع كعنصر للحوار المسرحي)، وسيحتضنه مركب "الهادي فليسي" في اليوم الرابع للمهرجان. المهرجان سيسعى أيضا لخلق منتدى يقام على امتداد أيام التظاهرة بقاعة "الحاج عمر" الواقع بمبنى المسرح الوطني وذلك لمناقشة واقع المسرح الإفريقي وإمكانية التعاون بين الفرق، إضافة إلى تنظيم إقامات تضم 15 ممثلا من الجزائر وإفريقيا، وورشات عمل حول مسرح الدمى لتلقين طريقة صنع العرائس وتحريكها. التظاهرة ستكون فرصة أيضا لتكريم العديد من الوجوه المسرحية الافريقية البارزة على غرار كونسي لامكو من التشاد، محمد إدريس من تونس، جون بيار كورييدراتي من بوركينافاسو، وأداما تراوري من المالي، كما ستخصّ التظاهرة كلا من مولود معمري وأنتا ديوب وفرانس فانون بتكريم منفرد. وعلى هامش ذلك كلّه، سيخصّص المسرح الوطني شهر جويلية لتظاهرة "جويلية بالمؤنّث" لإبداعات المرأة من خلال فتح الفضاء لإبداعاتها في مختلفة المجالات بما فيها الشعر، القصة، المسرح والموسيقى.