ندّد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بما أسماه "الفكر المنحرف للمتطرفين الإسلاميين"، متهما إياهم بتنفيذ العملية الانتحارية التي قتل فيها ما لا يقل عن 30 شخصا وأصيب العشرات في بلدة قرب بيشاور شمال غرب باكستان وذلك في محاولة اغتيال فاشلة استهدفت وزير الداخلية الباكستاني السابق أفتاب شيرباو· ووقع الهجوم أمس الجمعة عندما فجر انتحاري نفسه خلال صلاة العيد في مسجد بلدة تشارسادا الواقع بمجمع سكني يقطنه شيرباو، وهي المحاولة الثانية لاغتياله في غضون ثمانية أشهر·وقال المحقق المتخصص في المتفجرات بالشرطة المحلية إن العبوة المتفجرة التي يتراوح وزنها بين 6 و8 كيلوغرامات كانت محشوة بالمسامير لإيقاع أكبر عدد من الضحايا· وقد تمكن الانتحاري من التسلل رغم تأكيد مسؤول آخر أن كل من دخلوا المسجد مرّوا على مكشاف المتفجرات·وتعتبر بعض الأوساط الوزير السابق - الذي عرف بتشدده تجاه إسلاميي شمال غرب البلاد - المسؤول الأعلى في مجال مكافحة الإرهاب في باكستان، مما يعزز فرضية تورّط القاعدة وطالبان في الحادث· وقال المحققون إن الانتحاري كان بين المصلين، وروى شهود عيان أن قاعة الصلاة بدت بعد التفجير ملطّخة بالدماء ومغطّاة بالأشلاء البشرية· وقال جهانجير خان وهو يغالب دموعه وسط صياح النسوة "انتشلت جثث ستة أطفال وفقدت شقيقين في الاعتداء"·وتأتي هذه العملية قبيل الانتخابات التشريعية والإقليمية المقررة في الثامن من جانفي القادم التي أعلنت المعارضة مسبقا أنها ستكون مزوّرة، في بلد شهد عددا قياسيا من الاعتداءات هذا العام· ويعتبر الهجوم الأعنف في سلسلة العنف الذي تشهده البلاد في الأشهر الأخيرة، بعد التفجير الذي استهدف رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في 18 أكتوبر بكراتشي لدى عودتها من المنفى حيث قتل فيه 139 شخصا بعمليتين انتحاريتين· وكان شيرباو وزيرا للداخلية في الحكومة التي حلت محلها في 16 نوفمبر حكومة انتقالية مكلفة التحضير للانتخابات، وهو يرأس حزبا صغيرا يتمتع بنفوذ في الولاية الحدودية الشمالية الغربية كما أقام تحالفا انتخابيا مع حزب مشرف·