"Happy Valentine" " ،كل عام وأنت حبيبتي"، "كل عام وأنت الحب"، "حبي لك وحدك"، "قلبي ينبض بحبك"، "عيد الحب للأبد"، "أنت لي في عيد العشاق"،"أنت فالنتينتي"....... هذه العبارات وأخرى يرددها من يسمون أنفسهم بالعشاق، بمناسبة عيد الحب، المصادف للرابع عشر فبراير من كل عام. ومع اقتراب هذا اليوم تبدأ مظاهر الاحتفال في الظهور بالآزقة والشوارع وخاصة المحلات وهذا ما أكدته لنا "سامية" بائعة المجوهرات التي تعلق في واجهة محلها شعارات ترمز للحب، كما تضع باقة ورد حمراء وتوزعها على كل الأزاوج المارين جنب محلها وذلك لدفعهما للشراء، وأضافت أن نسبة المبيعات تزيد في الأيام الأخيرة من موعد الاحتفال بهذا العيد، وأن الطلب يكثر على القلادات التي فيها قلب أوكل مايرمز للحب، وتقول أنها شخصيا تغضب كثيرا لو لم يقدم لها حبيبها وردة حمراء وعلبة شوكلاطة، من النوع الرفيع، أوإن لم يدعها للغداء وقضاء اليوم معها بهذه المناسبة. "أنور" هو الآخر يحتفل بعيد الحب، حيث يقدم وردة حمراء لخطيبته وينتظر منها في كل عام علبة شوكلاطة في عيد الحب، وأخبرنا "محمود" بائع عطور وقطع الديكور أن الطلب على هذه الأخيرة يزيد في الفترة الممتدة بين 12 و14 فيفري وأنه في هذه الأيام يزين محله بالقلوب كما يضع ملصقات تعلن عن التخفيض بنسبة 15 بالمائة وذلك لجلب العشاق لاقتناء منتجاته، مشيرا أن أغلب زبائنه من النساء وأن نوع العطر الأكثر طلبا عليه هو "Million m" وهو عطر رجالي يبلغ ثمنه 9000 دج، أما عن محمود فإنه يحتفل بعيد الحب بتقديم قارورة عطر لحبيبته منتظرا منها علبة شكولاطة. ولا يحتفل بهذا اليوم الشباب فقط، فعمي رابح يبلغ من العمر 55 سنة، يهدي زوجته وردة حمراء في كل عام احتفالا بهذه المناسبة. وإضافة إلى العطور ذات الأثمان الباهضة والماركات ذات الجودة العالية والحلي وعلب الشكولاطة من النوع الفاخر، يزداد الطلب يوم 14 فيفري على الورد الحمراء وهو ما أكده لنا "مراد" بائع الورود، فالكمية تنفذ في منتصف النهار رغم ارتفاع سعرها ذلك اليوم، وهناك من يفضل شراء شموع أودمي تحمل قلبا. فيما يلجأ آخرون الى توجيه رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال أوالانترنيت تحمل مجسمات لعيد الحب تتبعهما رسالة نصية تسر الناظر وتذيب القلب وتبهج النفس، وهذا ما يفعله "أمين" الذي يرسل لصديقته عبارات مثل "من قلبي نبغيك"، "وربي لي يخليك وبعيد الحب نهنيك"، أو"لوكان لعيد الحب وردة فهي أنت، وإن كان لعيد الحب بسمة فهي بسمتك وإن كان هذا عيد حبي فعيدي أن تكوني معي". إذا لكل طريقته في الاحتفال بهذا اليوم، لكن الأكيد أن الكثير ممن يحتفلون بهذا اليوم يجهلون قصة هذا الحدث التي بدأت في كنيسة كاثوليكية على شرف القديس "فالنتاين" "سان فالنتاينس الذي كان يعيش تحت حكم الامبراطور الروماني "كلاديوس الثاني" في أواخر القرن الثالث ميلادي، فقد لاحظ الامبراطور أن العزاب أشد صبرا في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب الى المعركة فأصدر أمرا بمنع عقد أي قران غير أن القس "فلانتاين" عارض ذلك واستمر في عقد الزواج بالكنيسة سترا حتى اكتشف أمره، وقد حاول الامبراطور بعد ذلك إقناعه بخروجه عن إيمانه المسيحي وعبادة آلهة الرومان ليعفو عنه لكنه رفض ذلك بشدة، وآثر التمسك بدينه، فنفذ فيه حكم الاعدام يوم 14 فبراير وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الحب إحياءا لذكرى القس الذي دافع عن حق الشباب في الحب والزواج. وهناك من يرفض الاحتفال بهذا اليوم، ذلك ما أكدته لنا غنية قائلة: "الحب موجود طول السنة والاحتفال به في هذا اليوم بالذات هو تقليد للغرب"، ويقول يوسف من جانبه "أنا لا أؤمن بهذا اليوم لكني احتفل به لكي لا أغضب حبيبتي". في حين يعتبر "فاتح" هذا الاحتفال بدعة لا أساس لها وتقليد للغرب وهو محرم لقوله تعالى:"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (الآية 15 سورة المائدة)، وشاطره في الرأي "محمد علي" الذي اعتبره إفساد للأخلاق والقيم وشغل العقول بأمور تافهة عوض شغلها بعبادة الله وطاعته.