قررت وزارة التربية الوطنية تنظيم سلسلة من المحاضرات والندوات في المؤسسات التربوية حول موضوع الانتخابات قصد تحسيس التلاميذ بأهمية الفعل الانتخابي، وعرفت أمس كل المؤسسات التربوية على المستوى الوطني إلقاء درس حول الموضوع. وزير التربية الوطنية السيد بو بكر بن بوزيد وعلى هامش إشرافه أمس بثانوية حسيبة بن بوعلي بالعاصمة رفقة وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني على إلقاء درس حول الانتخابات أعلن عن انخراط دائرته الوزارية في العملية الوطنية التحسيسية بخصوص الموضوع، وقررت تنظيم عدة نشاطات تربوية في المدارس والإكماليات والثانويات تخصص لإبراز فضائل الانتخاب، وقال أن "المدرسة الجزائرية بادرت باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المجتمع بتنظيم محاضرات وندوات وذلك بغرض تجسيد المعنى الحقيقي للانتخابات وأهميتها كثقافة وكممارسة للديمقراطية" ومن المنتظر أن يشارك في إعداد تلك النشاطات أولياء التلاميذ. وأضاف أن كل المؤسسات التربوية خصصت عدد الموسم من مجلتها للانتخابات مع تدريب التلاميذ وحثهم على ممارسة هذا الواجب من خلال انتخاب ممثليهم في المجالس والنوادي والجمعيات المعتمدة بالمؤسسات التربوية. وألقى الوزيران زرهوني وبن بوزيد أمس أمام تلاميذ ثانوية حسيبة بن بوعلي وفي خطوة غير مسبوقة درسا تحسيسيا حول الانتخاب وواجب أدائه تحسبا للرئاسيات المقرر إجراؤها في التاسع افريل القادم. وقال السيد زرهوني أن أداء الواجب الانتخابي من طرف كل مواطن يعد ركيزة أساسية لكل منهجية ديمقراطية. وأوضح امام التلاميذ أنه على كل مواطن جزائري أن "يعرف الطرق التي تسمح له في أحسن الظروف التعبير عن اختياره واستغلال حقه في المشاركة في تسيير البلاد". وشدد على ان تعبير أي مواطن عن رأيه من خلال الانتخابات "لا بد أن يكون حرا ومحترما" وأنه "من الضروري على البلديات والدوائر وكل مؤسسات الدولة أن توفر الشروط اللائقة لتمكين المواطن من أداء واجبه الانتخابي في ظل المسؤولية والنزاهة واحترام قوانين الجمهورية". وذكر في هذا السياق بأن كل القوانين الصادرة خلال السنوات الأخيرة والمتعلقة بالانتخابات "تكرس حرية المواطن الجزائري في التعبير عن إرادته في الانتخاب وفي اختيار الممثل الذي يراه كفؤا في تسيير البلاد". وأبلغ التلاميذ عن أمله في أن تحافظ الأجيال الحالية على المكسب "الكبير" الذي تحقق بعد مكسب الاستقلال ألا وهو مكسب النظام الديمقراطي وأن تتكفل هذه الأجيال "أحسن تكفل" ببلدها الجزائر من خلال معرفتها لأهمية الانتخاب في النظام الديمقراطي كاختيار "استراتيجي وهام" لمستقبل البلاد. وقال "أن الشباب وخاصة الثانويين منهم يمثلون ضمن هذه العملية ركيزة أساسية للتحسيس بأهمية الانتخاب في حياة الشعوب والأمم، حتى أن التلاميذ بإمكانهم ان يبلغوا ذويهم بفضيلة الانتخاب إذا أن العائلة قد تكون على غير علم بذلك، كما أن التلميذ من بإمكانه أن يشرح هذه القيمة للأسرة". ومن جهته شدد السيد بن بوزيد في كلمته التي ألقاها على أهمية الانتخابات من حيث أنها "أسلوبا حضاريا" لممارسة الديمقراطية والتعبير عن المواطنة والحس المدني وك"مظهر" من أهم مظاهر الديمقراطية و"عاملا أساسيا" في ممارسة حق المواطنة. وحسبه فإن الانتخاب "واجب على المواطن لما يمثله من التزام ومسؤولية في اختيار المشروع الذي يحقق أهدافا تنموية واقتصادية واجتماعية أو في اختيار من ينفذ هذا المشروع". وذكر أيضا أن المدرسة باعتبارها مؤسسة مجتمعية "تساهم بشكل أساسي وفعال في تربية النشء على المواطنة والولاء للوطن والانتماء إليه والاعتزاز برموزه". وذكر الوزير بأن المقررات الرسمية أولت اهتماما بالغا لهذا الجانب وخصصت مساحات كبيرة حول هذه النقطة الحساسة. وأكد السيد بن بوزيد ان المدرسة "لا يمكن لها أن تبقى بمعزل عن الحدث الوطني الهام" المتمثل في رئاسيات افريل القادم. وعرفت جميع المؤسسات التربوية على المستوى الوطني أمس إلقاء درس تحسيسي حول واجب الانتخاب قدم لكل التلاميذ في كل المراحل التعليمية عبر الوطن وتكفل به في التعليم الابتدائي معلم اللغة العربية وفي التعليم المتوسط أستاذ المواد الاجتماعية فيما تكفل أستاذ المواد الاجتماعية أو الفلسفة بمهمة إلقائه بالنسبة للطور الثانوي.