* email * facebook * twitter * linkedin تتسبّب السياقة المتهوّرة وعدم احترام قوانين المرور، في حوادث تحصد أرواح الآلاف في السنة الواحدة، وفياتها قد تكون أكثر مما يحصده فيروس قاتل، ورغم إمكانية تفادي ذلك والقضاء على ما يعرف بإرهاب الطرقات، من خلال احترام إشارات مرورية ولوحات إرشادية، لا زال الكثيرون يخالفون ذلك معرضين حياتهم وحياة غيرهم للخطر، وفي هذا الصدد أرجع أحمد زين الدين عودية، رئيس الفيدرالية الوطنية لمدارس تعليم السياقة المشكل من أوله لآخره للسائقين الذين وصف البعض منهم بالمتحوّلين إلى مجانين بمجرد ركوبهم سيارة. تنتشر بعض الأخطاء الشائعة وسط السائقين جدّ خطيرة، بعضها يلفت الأنظار باعتبار نسبتها كبيرة تجعلك تتساءل كيف لعاقل القيام بذلك، ليبعثك هذا إلى تساؤل ثان قائلا "لربما انتشار ذلك الخطأ سببه تعلّمه في المدرسة"، واعتقاده أنّ ذلك صحيح، هذا يرجعك إلى منطلق أنّ المدارس لا تنقل إلاّ معلومات صحيحة وبديهية، وفق برنامج قوانين بسيطة وكلّ قانون جاء ليضع حدا لخطر معين مدروس وفق تجربة سابقة أو وفق منطق معين. في هذا الصدد، قال عاودية إنّه رغم وجود مراسيم تنفيذية، إلاّ أنّ العديدين لا يحترمونها، خصوصا عندما يبتعدون عن أنظار شرطة المرور، الأمر الذي يضعنا في صورة، وهي واقع ما يحدث اليوم للأسف أنّ السائق أصبح يتقيّد بالقوانين خوفا من الغرامات المالية، وليس وعيا منه بخطورة مخالفتها، وهذا ما يجعلنا نؤمن بفكرة أنّ مدارس السياقة تلقن كلّ المتعلمين قاعدة سياقة صحيحة، إلّا أن البعض يحترمها فقط عند وجود رجال الشرطة الساهرين على تطبيقها واحترامها من طرف مستعملي الطرقات. وقال المتحدث إنّ حصيلة الوفيات الناتجة بسبب حوادث المرور تتزايد في كلّ مرة، وهذا لتهور الكثيرين عند السياقة، وكلّما زاد عدد السيارات زادت عدد الحوادث، مقارنة بزمن كانت فيه السيارة شيئا لا يمكن للجميع الحصول عليه، أما اليوم فنجد في عائلة واحدة 3 إلى أربع سيارات أي لكلّ فرد سيارته الخاصة، وأكثرهم تهورا هم المتسببون في حوادث مرورية. وأكّد المتحدّث أنّ أغلبية السائقين الذين يتسبّبون في حوادث مرورية يتعمّدون السرعة، ويتهوّرون في السياقة وأغلبيتهم يعرفون جيدا مخاطر بعض التصرّفات التي يقومون بها، وهذا يوضّح لنا لاوعيهم ولا يمكن القول إنّ ثقافة القواعد المرورية غائبة لديهم، وإنما التهور هو السبب الرئيسي وراء تلك الحوادث التي أصبحت تحصد الأرواح يوميا على طرقاتنا.