أحصت مصالح المؤسسة العمومية لنظافة مدينة الجزائر نات كوم خلال العام الفارط 10 إصابات جاءت نتيجة رمي النفايات الاستشفائية بالاماكن المخصصة للنفايات المنزلية، أصيبت حالة واحدة منها بمرض التهاب الكبد. وأكدت السيدة "ياكر زهية" المكلفة بالإعلام لدى "نات كوم"، على وجود كميات معتبرة من النفايات الاستشفائية تصب في مفرغات النفايات العمومية، وكأنها نفايات عادية، مما يهدد الصحة العمومية من جهة، وكذا الاضرار بالبيئة من جهة أخرى، في ظل غياب أي ردع من الجهات المعنية. العيادات الخاصة أكثر المتورطين في هذه القضية
وأضافت محدثتنا أن "نات كوم" تأكدت في العديد من المرات تورط عيادات خاصة في رمي نفاياتها بالأماكن المخصصة للنفايات العمومية، وذكرت السيدة "مهدي" المكلفة بمتابعة حالات الإصابة بإصابة عون نظافة بحقنة كانت داخل كيس نفايات، مما أدى لإصابته بمرض التهاب الكبد، وهو لحد الساعة في حالة مزرية رغم تكفل المؤسسة بحالته، واستغربت محدثتنا عدم امتلاك هذه العيادات لأماكن مخصصة لرمي نفاياتها الطبية بطريقة مناسبة وصحية.
حملات توعية وحملات تلقيح لصالح أعوان النظافة وأكدت محدثتنا أن المؤسسة تقوم بحملات توعية من حين لآخر لصالح أعوانها ضد مخاطر النفايات الاستشفائية وكيفية التعامل معها، وهذا بمدرسة النظافة التابعة لها والكائنة ب"بولوغوين" والتي افتتحت عام 2007 خصيصا لتكوين أعوان النظافة، وتوعيتهم بمثل هذا النوع من المخاطر، إضافة إلى ذلك تقوم مصالح نات كوم بعمليات التلقيح لصالح عمالها بصورة دورية في خطوة وقائية ضد أي احتمال للإصابة أثناء العمل.
الملابس الواقية واجبة ولا يجب الاستخفاف بجدواها من أجل الوقاية من أي خطر قد يترتب عن الإصابة بسبب النفايات الاستشفائية أكدت السيدة "ياكر" أن نات كوم قد أعلمت أعوانها بضرورة ووجوب استخدام الملابس الوقائية وخاصة القفازات من أجل الحماية، لكن الواقع يثبت عكس ذلك حسب محدثتنا، فالكثيرون من الأعوان لا يستعملون الملابس الواقية ويستهينون بأهميتها في حمايتهم، الأمر الذي يعرضهم للإصابة في أية لحظة. "رقيق ناصر"، "طيبون احمد و"واكلي ربيع" ثلاثة نماذج لضحايا النفايات الطبية، روى الثلاثي وهم شباب تتراوح أعمارهم بين 29 و35 سنة كيفية إصابتهم بحقن كانت متواجدة داخل أكياس مخصصة للنفايات المنزلية في لقاء مع "المساء". فناصر أصيب في أصبعه بحي الرائد ميرة بباب الواد مقابل المركز الصحي، حيث رمى له زميله الكيس المملوء بالحقن فاخترقت حقنة القفازات، مما أدى لإصابته مباشرة في أصبعه، والحمد لله أنه لم يثبت لحد الساع إصابته بأي مرض. أما "أحمد" فأصيب في حي الجبل بالحراش في منطقة غير مخصصة تماما لرمي النفايات في مكان يشبه الواد بنفس الحي، وفي ما كان احمد ينظف المنطقة بمفرده حاول رفع كيس ثقيل ليتفاجأ بحقنة تغرز في يده ولما فتح الكيس وجده ممتلئا عن آخره بالمواد الطبية والحقن. حادث "ربيع" كان أكثر خطورة حيث أصيب وهو يحاول تنظيم الأكياس في الشاحنة، حيث انغرزت حقنتان في فخذه، لينقل على جناح السرعة إلى مستشفى بارني حيث أجريت له الفحوصات اللازمة، وهو في متابعة مستمرة لحد الساعة، و لم تثبت إصابته بأي مرض. وأكد سكان حي قادي علي بباب الواد والذي أصيب به ربيع أن طبيبا خاصا بنفس الحي هو من يقوم برمي النفايات الطبية بالشارع دون مبالاة. وناشد أعوان النظافة الثلاثة السلطات المعنية بما في ذلك وزارة الصحة حمايتهم من مثل هذه المخاطر، مشددين على ضرورة المتابعات الردعية ضد الاشخاص المتسببين في هذه الحوادث.