أحصت مصالح المؤسسة العمومية لنظافة مدينة الجزائر "نات كوم" خلال العام الفارط 10 إصابات جاءت نتيجة رمي النفايات الاستشفائية بالأماكن المخصصة للنفايات المنزلية، أصيبت حالة واحدة منها بمرض التهاب الكبد• أكدت السيدة ياكر زهية، المكلفة بالإعلام في مؤسسة "نات كوم"، وجود كميات معتبرة من النفايات الاستشفائية ترمى في مفرغات النفايات العمومية وكأنها نفايات عادية، في خطوة من شأنها تهديد الصحة العمومية من جهة، وكذا البيئة من جهة أخرى، بسبب عدم وجود إجراءات ردعية من طرف الجهات المعنية للقضاء على مثل هذه التصرفات• وأضافت محدثتنا أن "نات كوم" تأكدت في العديد من المرات تورط عيادات خاصة في رمي نفاياتها بالأماكن المخصصة للنفايات العمومية• من جهتها، ذكرت السيدة مهدي، المكلفة بمتابعة حالات الإصابة حالة واحدة سنة1991 أصيب فيها عون نظافة بحقنة كانت داخل كيس النفايات، ما أدى إلى إصابته بمرض التهاب الكبد وهو لحد الساعة في حالة مزرية•• واستغربت محدثتنا عدم امتلاك العيادات الخاصة لأماكن مخصصة لرمي نفاياتها الطبية بطريقة علمية وصحية• حملات توعية وحملات تلقيح لصالح أعوان النظافة أكدت محدثتنا أن المؤسسة تقوم بحملات توعية من حين لآخر لصالح أعوانها ضد مخاطر النفايات الاستشفائية وكيفية التعامل معها، وهذا بمدرسة النظافة التابعة لها الكائنة في بولوغين بالعاصمة، والتي افتتحتها ذات المؤسسة عام 2007 خصيصا لتكوين أعوان النظافة وتوعيتهم من هذه المخاطر• إضافة إلى ذلك، تقوم مصالح "نات كوم" بعمليات التلقيح لصالح عمالها بصورة دورية في خطوة وقائية ضد أي احتمال للإصابة أثناء العمل• الملابس الواقية واجبة ولا يجب التهاون بها في ذات السياق ومن أجل الوقاية من أي خطر قد يترتب عن الإصابة بسبب النفايات الإستشفائية، أكدت السيدة ياكر أن "نات كوم" أعلمت أعوانها بضرورة ووجوب استخدام الملابس الوقائية، خاصة القفازات من أجل الحماية، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، حسب محدثتنا، فكثير من الأعوان لا يضعون الملابس الواقية ويستهينون بأهميتها في حمايتهم، الأمر الذي يعرضهم للإصابة في أي لحظة• رقيق ناصر، طيبون أحمد وواكلي ربيع•• ضحايا النفايات الإستشفائية روى الثلاثي ناصر، أحمد وربيع ل "الفجر" وهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 29 و35 سنة كيفية إصابتهم بحقن كانت متواجدة داخل أكياس مخصصة للنفايات المنزلية• ناصر أصيب في أصبعه بحي الرائد ميرة بباب الوادي مقابل المركز الصحي، حيث رمي له زميله الكيس المملوء بالحقن فاخترقت حقنة منه الكيس قفازات أحمد ما أدى لإصابته مباشرة في أصبعه• أحمد أصيب في حي الجبل في الحراش في منطقة غير مخصصة تماما لرمي النفايات في مكان يشبه الوادي بنفس الحي، وفيما كان أحمد ينظف المنطقة بمفرده، حاول رفع كيس ثقيل ليفاجأ بحقنة تغرز يده ولما فتح الكيس وجده ممتلئا عن آخره بالمواد الطبية والحقن المستعملة• حادث ربيع كان أكثر خطورة، حيث أصيب وهو يحاول تنظيم الأكياس في الشاحنة بانزلاق كيس كان سببا في انغراز حقنتين في فخذه، حيث نقل على جناح السرعة إلى مستشفى بارني، أين أجريت له الفحوصات اللازمة وهو في متابعة مستمرة لحد الساعة• وأكد سكان حي قادي علي بباب الوادي والذي أصيب به ربيع أن طبيبا خاصا بنفس الحي هو من يقوم برمي النفايات الطبية بالشارع دون مبالاة، حيث كانت النتيجة إصابة ربيع• وناشد أعوان النظافة الثلاثة السلطات المعنية بما في ذلك وزارة الصحة بحمايتهم من مثل هذه المخاطر، مشددين على ضرورة المتابعات الردعية ضد الأشخاص المتسببين في هذه الحوادث•