أكدت الأرقام والإحصائيات المقدمة من قبل شركة '' نات كوم '' أن هذه الأخيرة تسجل سنويا العديد من الإصابات والأمراض المزمنة والخطيرة، التي يصاب بها الأعوان المكلفون بجمع النفايات الاستشفائية من المراكز الصحية العمومية والخاصة، وذلك بسبب الرمي العشوائي للنفايات الاستشفائية، دون احترام من بعض المراكز الصحية لأدنى شروط رميها. وقد أكدت مهدي ليلى المكلفة بقضايا الصحة والأمن على مستوى مؤسسة '' نات كوم '' في لقاء لها بيومية '' الحوار '' أن العديد من المراكز الصحية على مستوى الجزائر العاصمة ترمي نفاياتها بطريقة فوضوية دون فرزها في أكياس بلاستيكية تجنبا للأمراض والأوبئة التي قد تطال الأعوان. أما عن عدد المراكز الاستشفائية التي ترمي بنفاياتها تقول المتحدثة فحدث ولا حرج، لأن جل المراكز لا تحترم شروط رمي النفايات ومواعيدها، جاهلين للنتائج المترتبة عن ذلك الوضع. أما عن أسباب حدوث هذه الإصابات الخطيرة، فلقد أكدت محدثتنا أن السبب الأول والأخير هم عمال المراكز الصحية بدءا من الطبيب إلى آخر عامل بالمركز الاستشفائي، موضحة في ذات الوقت أن هناك بالمقابل بعض المراكز التي تحترم شروط ومواعيد التخلص من النفايات، إلا أنها أقلية ويمكن عدها على أصابع اليد. كما أضافت مهدي ليلى المكلفة بقضايا الصحة والأمن على مستوى مؤسسة '' نات كوم '' أنه بالرغم من وضع برنامج خاص وتوضيحي من طرف المؤسسة فيما يخص رمي النفايات، إلا أن بعض المراكز لم تعد تحترمه، لذلك فلقد عمدت المؤسسة حسبها إلى وضع إجراءات خاصة ورادعة بهدف حماية عمال النظافة والتقليل من حجم الإصابات. وعن أنواع الأمراض التي يصاب بها عمال النظافة خلال قيامهم بنشاطهم اليومي، كشفت مهدي ليلى أن أخطر الأمراض متمثلة في التهاب الكبد و '' السلفس '' أو ما يعرف بالجرب، الأمر الذي يكلف المريض أموالا كثيرة لمعالجتها. وفي ذات السياق أوضحت نفس المتحدثة أن سبب التلوث المحيطي وانتشار الأمراض على مستوى فئة عمال النظافة هو نقص التوعية فيما يخص النظافة لدى هؤلاء الذين يرمون بالنفايات في كل مكان، ليبقى بذلك همهم الوحيد هو التخلص من النفايات، داعية رؤساء البلديات والسلطات المحلية عموما إلى التفكير في إجراء حملات تحسيسية وتوعوية بهدف ترسيخ فكرة النظافة وسط سكانها وبالقرب من القائمين على مراكزها الاستشفائية.