* email * facebook * twitter * linkedin عادت الحياة مجددا إلى عدة مناطق وشوارع تجارية، وإلى أصحاب النقل الحضري بسيارات الأجرة بوهران يوم الأحد الفارط، بعد ساعات من قرار الوزير الأول، رفع الحظر عن العديد من النشاطات التجارية الحرة، التي توقفت منذ حوالي شهر في إطار الإجراءات الخاصة بمحاربة انتشار وباء كورونا كوفيد19. بعد ساعات فقط من قرار الوزير الأول رفع الحظر التجاري عن العديد من النشاطات التجارية الحرة، شهدت الشوارع المعروفة بالنشاط التجاري بولاية وهران، حركة غير عادية للتجار والمهنيين، الذين أقدموا على تنظيم عمليات تنظيف واسعة للمحلات التجارية؛ تحضيرا لاستقبال المواطنين، خاصة أن فترة الإغلاق استمرت حوالي شهر كامل. ووقفت "المساء" عند عدد من التجار الذين سارعوا إلى اتخاذ إجراءات خاصة لاستقبال المواطنين، حيث كانت وجهتنا الأولى شارع "عبد المؤمن" المعروف محليا بشارع "شوبو"، الذي يُعد ثاني أكبر تجمع للمحلات التجارية الخاصة بالألبسة بولاية وهران، ويجمع بين شوارعه أكثر من 1200 محل متخصص في بيع الملابس والأحذية، و6 مراكز تجارية؛ إذ سجلنا شروع التجار بالمراكز التجارية، في وضع الأشرطة اللاصقة على الأرضية، بين كل منها حوالي متر، مع وضع ملصقات تحسيسية وتوجيهية خاصة بالمواطنين، توضح كيفية الدخول، وعدد الأشخاص الذين يفترض تواجدهم داخل المراكز التجارية، فيما لجأ أحد المراكز إلى توفير السائل المعقم بمدخل المركز. وأكد مسيّر المركز أنه سيتم الشروع في استقبال المواطنين في ظروف جيدة، غير أنه دعا إلى التزام الزبائن بالإجراءات وارتداء الكمامات وتفادي الازدحام. وتخوّف المتحدث من الأسبوع الأخير لشهر رمضان، الذي يعرف تدفقا كبيرا للمواطنين، خاصة أن ساعة الحظر تبدأ في حدود الخامسة مساء. كما لجأ بعض التجار إلى وضع قصاصات ورقية ومنشورات بواجهات المحلات، للتحسيس بأهمية احترام الإجراءات. وأكد، في هذا السياق، أحد الباعة أنه تضرر كثيرا من قرار الإغلاق، خاصة أنه يؤجر محله مقابل 6 ملايين سنتيم شهريا، وهو مشكل عانى منه الكثير من التجار بالمنطقة، غير أنه استحسن قرار الإغلاق الذي التزم به التجار؛ حفاظا على أرواحهم وأرواح المواطنين. وأوضح المتحدث رفقة بعض التجار الآخرين، أنهم لم يجدوا الكمامات في الصيدليات، والتي سيستعملونها يوميا داخل المحلات عند استقبال المواطنين والزبائن، مشيرا إلى أن توفر الكمامات يعتبر شرطا أساسيا للحماية داخل المحلات، خاصة أن معظم المحلات التجارية بحي شوبو، ضيقة ولا تتجاوز مساحتها 10 أمتار مربعة، ما قد يرفع من الاحتكاك داخلها خلال فترة الذروة وإقبال الزبائن. وبحي العقيد لطفي الذي يُعد أكبر تجمع للمحلات التجارية المتخصصة في بيع ألبسة الأطفال والكبار وبيع الأحذية بمنطقة غرب البلاد والواقع وسط تجمع حضري، سارع التجار بدورهم، إلى تنظيم حملات نظافة داخلها، خاصة محلات بيع ملابس الأطفال. وأكد، في هذا الشأن، عدد من التجار الذين التقت بهم "المساء"، احترامهم الإجراءات الوقائية، خاصة أن العائلات ستجلب معها أبناءها لاقتناء ملابس العيد؛ ما يرفع من حجم التهديد بالإصابة في الوقت الراهن. وبالمقابل، أعرب سكان العقيد لطفي عن مخاوفهم من عودة النشاط إلى المحلات التجارية التي تقع في أغلبها، أسفل العمارات السكنية، في الوقت الذي تعرف هذه المحلات إقبالا كبيرا من المواطنين القادمين من مختلف البلديات وحتى من بعض الولايات المجاورة. وطالب السكان بتدخّل السلطات، والقيام بحملات تعقيم للمحلات والشوارع خلال الفترة الحالية. ومن جانبهم، نوّه أصحاب سيارات الأجرة للنقل الحضري بالقرار الذي أعاد لهم مصدر رزقهم. وقد شوهدت سيارات الأجرة تقوم بنشاطها بشكل محتشم خلال أول يوم، ولم يقم أغلب الناقلين بإظهار لوحة الطاكسي الضوئية، فيما أكد من تقربنا منهم، أنهم لم يتلقوا أي مراسلة رسمية تؤكد رفع الحظر عن نشاطهم، ما عدا ما شوهد على شاشات التلفزيون. وأوضح سائق سيارة طاكسي، أن نقابة الناقلين طالبتهم بتلقي مراسلة رسمية للشروع في النشاط رسميا. كما كشف رئيس نقابة الناقلين أنهم في انتظار عقد لقاء مع الوالي ومدير النقل، لتحديد فئة سيارات الأجرة المعنيين بالقرار بعد أن سُجل عدم وضوح في المعنيين بالقرار الأخير. وعن الإجراءات المتخذة، حذّر أطباء أخصائيون بمستشفى وهران من مغبة عدم توفير شروط الوقاية بالمحلات التجارية؛ حيث يبقى التجار الأكثر عرضة للاحتكاك بالنظر إلى طبيعة المحلات التجارية الضيقة وتدفق المواطنين على المحلات. ودعا الأطباء إلى تدخل السلطات لفرض تطبيق الإجراءات، خاصة على مستوى محلات بيع ملابس الأطفال خلال الفترة الحالية، إلى جانب إخضاع سيارات الأجرة للتعقيم، والتي تُعد من بين وسائل نقل العدوى الأكثر خطورة.