* email * facebook * twitter * linkedin شُرع، بشكل رسمي خلال الأسبوع الماضي، في العودة إلى إنجاز أشغال ترميم وصيانة بناية قصر الثقافة بولاية وهران بعد مرور أكثر من 3 سنوات على توقف الأشغال التي كانت انطلقت بالرواية القديمة والمصنفة ضمن التراث التاريخي لولاية وهران؛ حيث خصصت وزارة الثقافة مبلغ 14 مليار سنتيم لاستكمال الأشغال بعد الانتهاء من دعم البناية بسبب انهيارات أرضية كادت تتسبب في انهيار كامل المبنى. يُذكر بالمناسبة، أن مشروع رد الاعتبار لبناية قصر الثقافة بولاية وهران، جاء بعد احتجاجات كثيرة نظمها عدد كبير من الفنانين والمواطنين المولعين والمهتمين بالشأن الثقافي، أمام مقر مديرية الثقافة ودار الثقافة "زدور بلقاسم"، مطالبين بإنقاذ البناية، وإعادة تنشيط عملية الترميم من أجل فتح القصر أمام الفنانين ومختلف الجمعيات الثقافية، لتجسيد العديد من النشاطات الفنية والمسرحية لا سيما بعدما تسبب ذلك في تشريد الفنانين وموظفي قصر الثقافة الموجودين حاليا داخل بناية مندوبية سيدي الهواري القديمة التي لا تتوفر على شروط استقبال الفنانين. وحسب مدير الثقافة بولاية وهران السيد قويدر بوزيان في تصريح ل "المساء"، فإن مشروع ترميم البناية يتكون من 3 أجزاء؛ حيث شُرع في تنفيذ الجزء الأول الخاص بالمبنى، بتخصيص مبلغ 14 مليار سنتيم، حسب البطاقة التقنية للمشروع التي تحوز "المساء" على نسخة منها. وسيتم تهيئة بناية دار الثقافة وفق المخطط القديم للدار بدون تعديلات على البناية، التي استفادت سابقا من مشروع ضخم لحمايتها من الانهيار بسبب وادي الروينة، الذي أدى تدفقه الباطني إلى ظهور تشققات وانجراف كبير للتربة. وفي هذا السياق، أكد مدير الثقافة بولاية وهران، أن سبب تأخر استكمال أشغال ترميم البناية لمدة فاقت 3 سنوات، يعود لاكتشاف انهيارات أرضية وتشققات كبيرة بأسفل البناية، ما تطلب الاستنجاد بخبرة أجنبية من إيطاليا، مختصة في ترميم المباني القديمة والعتيقة، قامت بدراسة تقنية جديدة، حددت غلافا ماليا إضافيا للمشروع، لم يكن مسجلا ضمن الميزانية الأولى التي استُهلكت في ترميم أسفل البناية وقواعدها؛ ما جعل مدير الثقافة يؤكد أن مشروع ترميم البناية سيسلم خلال السداسي الأول من سنة 2020. ومن جانبه، أكد والي وهران في واحدة من زياراته الميدانية التي قادته بحر الأسبوع الماضي إلى زيارة المشروع، أكد على ضرورة الاحتفاظ بالطابع التاريخي للبناية بدون المساس بمعالمها الداخلية خاصة الطبيعة العمرانية للبناية. وفي هذا الصدد، طالب الوالي مسؤولي ومسيري مكتب الدراسات التقنية بوجوب الاستنجاد بخبير عمراني من إيطاليا، لوضع مخطط التهيئة وتأثيث دار الثقافة، لا سيما أنه سيتم إدراج الدراسة التي يقدمها الخبير ضمن المخطط العام لتنفيذها لاحقا مع تكفل الولاية بميزانية الدراسة. من جانب آخر، كشف مدير الثقافة قويدر بوزيان، عن أن الشطرين الثاني والثالث من المشروع، يخصان ترميم البناية الإدارية والحديقة التي تُعد مسرحا على الهواء الطلق، وتستقبل العروض والتظاهرات الثقافية، موضحا أن عودة نشاط دار الثقافة ستساهم في ترقية وتنويع النشاط الثقافي بمدينة وهران.