* email * facebook * twitter * linkedin عرض سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى الأممالمتحدة، سفيان ميموني، بنيويورك، التجربة الجزائرية في مجال مكافحة كوفيد-19 والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لاحتواء انتشار الفيروس ومواجهة هذا الوباء، مبرزا أن الجزائر قد شرعت منذ 12 ماي المنصرم في تصميم مستلزمات الفحص السريع لفيروس كورونا المستجد. وأن قدرة الإنتاج التي تضاهي 200 ألف وحدة أسبوعيا، تسمح للجزائر بضمان نوع من الاكتفاء الذاتي. ولدى مشاركته بصفته عضوا في الفريق في اجتماع البعثة الدائمة لكينيا بنيويورك بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة حول موضوع "كوفيد-19 حقائق لهبوط المنحى: سياسات وقرارات في مجال الصحة وسبل العيش والأمن الاقتصادي"، صرح السفير ميموني بأن وباء كوفيد-19 وانعكاساته تسبب في هشاشة كافة الأنظمة الوطنية عبر العالم، مبرزا الهشاشة الواردة وكذا الفرص الكفيلة برفع التحديات الراهنة ومواجهة التحديات المستقبلية. وأشار السيد ميموني إلى أن الحكومة الجزائرية أعدت، فور إعلان المنظمة العالمية للصحة بتاريخ 30 جانفي 2020 عن "الطارئة الصحية العمومية الدولية"، مخططا وطنيا متعدد القطاعات للتحضير والرد لمواجهة هذا الوباء. وفضلا عن الموافقة على إجراءات تهدف إلى احتواء انتشار الفيروس على غرار فرض حظر التجول على المستوى الوطني وغلق المدارس والجامعات وأماكن العبادة وتقليص العمل للعمال الرئيسيين، خصصت الجزائر ميزانية تقدر ب100 مليون دولار للاستجابة للحاجيات الضرورية وتزويد المستشفيات وعمال الصحة بالتجهيزات الضرورية، من حيث الكمامات والأسرّة وأجهزة التهوية. كما قامت الحكومة بعدة أعمال لرفع الإنتاج المحلي للمستلزمات الطبية للتقليص من تبعيتها للمنتوجات المستوردة. وفي هذا الإطار، أوضح أنه تم تشجيع مؤسسات القطاع العام والخاص على رفع قدراتها الإنتاجية من حيث الكمامات، مما سمح ببلوغ إنتاج يقدر ب500 ألف كمامة/يوميا. وذكر المسؤول من جهة أخرى، أن الجزائر قد رفعت إنتاجها للمحلول الكحولي في وقت قياسي استجابة للحاجيات الوطنية وذلك بالاعتماد على وحدات إنتاجية محلية بشكل حصري.كما قامت عدة مؤسسات خاصة وجمعيات من المجتمع المدني ببناء ممرات معقمة متنقلة تم تثبيتها خصيصا عند مداخل المستشفيات ومكاتب البريد. كما أبرز السفير مساهمة المؤسسات الناشئة في إيجاد حلول ذكية وخيارات لاسيما من خلال خلق أرضية رقمية تربط المستشفيات بالوزارة الوصية وتصميم تطبيقات الإنذار على الهواتف النقالة للتصدي للفيروس وتصميم أرضية إلكترونية أخرى، تسمح للمواطنين بالاستفادة من الاستشارات الطبية عن بعد ومجانا ودون أية عراقيل. وعلى الصعيد الاقتصادي، ذكر السيد ميموني أن بنك الجزائر كان قد اتخذ هو الآخر جملة من التدابير الاستثنائية في إطار المساعي الرامية إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية للوباء العالمي. وإذ اعتبر أن الوقت لم يحن بعد لتقييم انعكاسات الوباء، اعترف السفير أن الثمن الغالي الناجم عن إجراءات الحجر الصحي قد مست عدد كبير من المؤسسات وكبحت عجلة النمو الاقتصادي. كما أشار إلى الاستشارات العديدة التي انعقدت مع ممثلي أرباب العمل والنقابات من أجل تحديد التدابير اللازمة للتخفيف من تداعيات الجائحة. واختتم السفير ميموني قوله بالتأكيد على أن الجانب الإيجابي لهذا الوباء يكمن عن جد في مساهمته في وضع حد لعهد الاستيراد الشامل نحو الجزائر، من خلال توجيه جهود الحكومة إلى استعمال كل الإمكانيات الوطنية وتشجيع الإنتاج الوطني في شتى المجالات، لاسيما في الفلاحة والصناعة الصيدلانية ومن ثم التفتح أكثر فأكثر على الاستثمارات الأجنبية.