* email * facebook * twitter * linkedin دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، أمس، شباب الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى الاستلهام من التضحيات الجسام التي قدمها جيل ثورة أول نوفمبر المجيدة للالتفاف حول مشروع الجزائر الجديدة. وبذل الجهود لتحقيق "التقدم والرقي في تأطير الأجيال والاضطلاع بالمهام النبيلة ذات النفع العام والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار والاستمرار في خدمة الوطن وغرس الروح الوطنية في النفوس كما كانت عليه بالأمس". وذكر الوزير، في كلمة له في اليوم الوطني للكشاف الذي يتزامن مع الذكرى ال79 لاستشهاد البطل محمد بوراس، ب«الدور الكبير" الذي قامت به هذه المنظمة لتهيئة الشباب "الذين تسابقوا لأخذ المكانة ضمن الصفوف الأمامية في معركة التحرير"، مشددا على ضرورة الحفاظ على "تاريخ الأمجاد وصون الذاكرة وتبليغها وخوض معركة الحفاظ على مكاسب الاستقلال الوطني". كما أشاد، من جهة أخرى، بكل الجهود الذي ما فتئت تبذلها هذه المنظمة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد جراء تفشي وباء كورونا من خلال "عمليات التحسيس والتوعية من خطر هذا الوباء والمشاركة في الحملات التطوعية وتقديم الخدمات والمساعدات على كافة المستويات للمواطنين وبالمناطق الحضرية وفي مناطق الظل". ولدى تطرقه إلى مآثر الشهيد بوراس، مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية، أكد الوزير أن الشهيد بوراس "بطل فذ من الأبطال الذين تحدوا الاستعمار من خلال الدفاع عن أصالة الجزائر وحريتها وأسسوا مدرسة وطنية لصناعة الرجال من أمثال العربي بن مهيدي وأحمد زبانة وديدوش مراد وباجي مختار وسويداني بوجمعة وزيغود يوسف وأمحمد بوقرة وحمو بوتليليس وذبيخ شريف وغيرهم من الأبطال والشهداء الذين كانت الكشافة منهلهم الأول". وذكر في هذا الاطار بان هذه المنظمة تأسست ب«قوى العزيمة وإرادة الشعب الأبي واستجابة لحرص أبنائه على الحفاظ على مكونات الهوية الوطنية ونشر وترسيخ الوعي الوطني لتحقيق الانتفاضة الكبرى ضد الاستعمار، حيث كان لها مساهمة كبرى ودور فعال في إعداد رواد الحركة الوطنية والتحضير للثورة التحريرية التي زودتها بأبطال وقادة ما زالت مآثرهم وملامحهم وبطولاتهم ماثلة في الذاكرة الوطنية، إلى جانب مساهمتها في تنشئة الأجبال وإعدادها لتشييد صرح الجزائر المستقلة وفق مبادئ وقيم المرجعية النوفمبرية". من جانبه، اعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، كل يوم يمر على الجزائر بمثابة "متحف للذاكرة وخزانا للتاريخ وملاحم وبطولات الثورة التحريرية المجيدة"، معتبرا هذه الذكرى الخاصة باستشهاد البطل الفذ محمد بوراس "وقفة تاريخية للحفاظ على ذاكرة الأمة والاستلهام من تضحيات هؤلاء الرجال الذين ضحوا بالنفس والنفيس من اجل الجزائر". بدوره، أوضح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، عبد الرحمان حمزاوي أن الاحتفال بهذه الذكرى هو بمثابة "وفاء للبطل الشهيد بوراس ولكل من رافقه في الدرب من الأوائل، الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذا الصرح الشباني الشامخ وعرفانا لهم على ما قدموه للوطن وللامة من تضحيات أثمرت بهذه المدرسة التي تربت فيها الأجيال وضربوا أروع الأمثلة في خدمة الوطن والمجتمع في كل المناسبات". ولدى تطرقه للأوضاع الصعبة التي تعرفها الجزائر بسبب جائحة كورونا، ذكر القائد العام للكشافة ب«الدور الكبير الذي ما فتئت تقوم به هذه المنظمة منذ بداية ظهور هذا الوباء داعمة لجهود الدولة من خلال العمليات التحسيسية والوقاية والخدمات التضامنية التي قدمتها"، مشيرا "بقوة موقع هذه المدرسة على المستويين العربي والدولي بحيث تجاوز عدد المنخرطين بها 100 الف منخرط عبر أزيد من 1600 فوج كشفي بمختلف مناطق الوطن". من جهته، أشاد مستشار رئس الجمهورية مكلف بالمجتمع المدني عيسى بلخضر ب«الدور الكبير" الذي قدمته مختلف المنظمات التي تأسست في مثل هذا الشهر أمثال جمعة العلماء المسلمين والحركة الطلابية والمنظمة الكشفية أثناء الثورة التحريرية، داعيا إلى ضرورة مواصلة النضال في خدمة الوطن من خلال الاستلهام بتضحيات الأبطال. ودعا المجتمع المدني إلى ضرورة "بذل المزيد من الجهود وتحمل المسؤولية في الوقت الحالي لمواجهة كل التحديات في مختلف المجالات "خاصة وأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كان قد اكد على ضرورة "إعادة بناء المجتمع المدني من أجل تحقيق الفعالية في النشاط وجعله قوة اقتراح في خدمة المجتمع". وتم خلال هذا اللقاء التوقيع على اتفاقية للتعاون بين وزارة المجاهدين والكشافة الإسلامية الجزائرية "تدخل في اطار تضافر جهود الجميع للعناية بالذاكرة التاريخية المرتبطة بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر المجيدة وتعزيز الارتباط بالماضي المجيد. وفي هذا الاطار، أكد وزير المجاهدين بأن هذه الاتفاقية من شانها "تعميق الشعور بالاعتزاز الوطني وضمان تغذية الأفئدة بالقيم والمثل التي يجب أن تشب في أحضانها الأجيال لمواصلة كسب الرهانات ورفع التحديات الوطنية"، معتبرا "العمل المشترك بين الجميع السبيل الوحيد والأنجع لحماية موروثنا وتبليغ الرسالة التاريخية النبيلة وتمجيد نضالات الأجيال وتضحياتها". بالمناسبة، كرمت الكشافة الإسلامية الجزائرية رئيس الجمهورية بتقديم له وسام الكشاف وهو اعلى وسام في هذه المنظمة "نظير جهوده الحافلة في خدمة الوطن من اجل بناء الجزائر الجديدة"، تسلمه نيابة عنه مستشاره عبد الحفيظ علاهم.