تعيش منطقة القبائل ببني سنوس تحضيرات حثيثة خلال هذه الأيام تحسّبا لاستقبال الاحتفال الكبير المعروف عند أهل المنطقة "بالناير" ويسميه أهل بني سنوس "إيراد" وهو الإسم الأمازيغي للأسد·هذا الموروث الثقافي الذي يرجع لقرون خلت، تحتفل به قبائل خميس بني سنوس في الفترة الممتدة ما بين 10و13 يناير من كل سنة، ويصادف الإحتفال السنة ال2428 أمازيغية ويقام عند القبائل المذكورة احتفالا ضخما يلعب فيه الصّبية دورا أساسيا، حيث يتقمّصون أدوارالأسد بارتدائهم أقنعة تصورهذا الحيوان المفترس، ولا يتم الكشف عن وجوههم طيلة الاحتفال، ويؤدّون أغاني شعبية وشعارات موروثة عن الأجداد منذ زمن بعيد·ويتزامن مع تنظيم هذا الاحتفال تنظيم السوق الموسمية بالمنطقة، والتي تباع بها مختلف الأنواع من الفواكه الجافة كالتين واللّوز والفول السوداني··الخ· وتُملأ هذه الفواكه في أكياس تعرف عند السكان المحليّين بالمزود، وتقوم ربّات البيوت بتحضير عدة مأكولات شعبية للمناسبة مثل التريد والمسمن والخرينفو، ويشترط في تحضير هذه الأطباق أن تطهى على نار الحطب وفي أواني من الطين· وتكون بيوت أهل بني سنوس طيلة 03 أيام يناير أبوابا مفتوحة للضّيافة والإطلاع على تقاليد المنطقة، حيث تعرض النسوة خلال هذه الفترة مصنوعاتهنّ وحرفهنّ التقليدية كصناعة الحصائر والزرابي· وقبائل بني سنوس تعطي للإحتفال ب "إيراد" أهمية بالغة تصل إلى حدِّ تهميش كل من لا يحتفل بهذه الشعيرة التقليدية ويعطيها حقّها، حيث أن هذا الاحتفال يُعدّ أحد مقومات قبائل بني سنوس·