شكلت طقوس الاحتفال برأس السنة البربرية أو ما يعرف باسم ''أيراد'' بناحية بني سنوس الواقعة بجبال ولاية تلمسان موضوع دراسة أكاديمية أعدها مؤخرا الباحث الجزائري محمد صهريج أستاذ بجامعة نيس الفرنسية. وحسب المؤلف الذي يعد من أبناء قرية بني سنوس العريقة فإن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان ''منافحة تاريخية وإثنية وسوسيولوجية لأيراد بناحية بني سنوس'' يقع في 300 صفحة وتتولى وزارة الثقافة طبعه في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة ''2011 وسيكون في متناول القراء في الأيام القادمة. وأكد صاحب الدراسة أن هذا العمل عبارة عن دراسة أنثربولوجية تكشف النقاب بطريقة علمية بحتة عن العديد من الطقوس والعادات القديمة الضاربة في أعماق التاريخ ولا زالت متداولة بشكل أو بآخر بين فئات المجتمع المحلي بفضل عراقتها وتشبت السكان بها. كما يتناول الكتاب المدعم بعدة صور وخرائط لبعض المعالم الأثرية التي تزخر بها المنطقة ببعض الأساطير والخرافات التي تداولتها الأجيال المتعاقبة منذ العصور الغابرة وبقيت لصيقة ببعض المناطق مثل ''غولة طامزة''، ''جنان طامزة'' و''غار الذوبان'' لما تحمله هذه المعالم من أسرار وطلاسم . وللإشارة فإن سكان بني سنوس تميزوا منذ السنين الغابرة بإحياء رأس السنة البربرية عن طريق تنظيم طقوس خاصة يتقمص فيها الشبان أزياء تنكرية وأقنعة غريبة نابعة من صميم المجتمع الأمازيغي المحلي على شاكلة ''الكرنافال'' ليجوبوا على وقع أنغام الفرق الفولكلورية والأهازيج الشعبية أزقة القرية حول الشخص المحوري ''أيراد'' الذي يمثل الأسد للتعبير عن الفرحة بحلول السنة الجديدة والتطلع إلى موسم فلاحي خصب.