فيما تستعد الجزائر لتلبس حُلة عاصمة الثقافة العربية، تستعد مدينة تلمسان لتُتوّج بإكليل الثقافة الأمازيغية من خلال احتضانها لحدثين ثقافيين كبيرين، الأول يخصّ المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي، "أساروتمازيغت" في طبعته السابعة والذي سيتنافس على زيتونته الذهبية طيلة الأيام الخمس للمهرجان خمسة عشرة فيلما سينمائيا جزائريا باللغة الأمازيغية من بين 36 فيلما ترشح للمشاركة في المهرجان. مهرجان الفيلم الأمازيغي الذي ستحتضنه تلمسان إبتداء من هذا الخميس، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية وبمساهمة وزارة الثقافة، سيأخذ طابع العالمية بمشاركة السينما الإرلندية من خلال الفيلم الإيرلندي المشارك في آخر طبعة لمهرجان "كان" الدولي، وكذلك باستضافته للسينما اللبنانية من خلال أحدث إنتاجاتها لسنة 2006. هذا وسيفتتح المهرجان السينمائي الأمازيغي بفرجة "كارنفال آيراد" والذي سيجوب ولأول مرة شوارع عاصمة الزيانيين. وقد اعتادت منطقة بني سنوس على مرتفعات جنوب غرب ولاية تلمسان مطلع كل سنة أمازيغية، وفي الأيام الإثني عشرة الأولى من شهر جانفي، تنظيم احتفالية "آيراد" وهو اسم الأسد بالأمازيغية، وترمز احتفالية أو كرنفال آيراد إلى التضامن، القوة، الحيوية، الخصوبة والخير. قافلة آيراد، متكونة من "المقدّم" وجماعته وأهمّهم "القلمون" وهو شيخ يرتدي جلابية يجمع في مؤخرتها كل ما يكرمه به الأهالي من خيرات المنطقة، ويوجّه سير الكارنفال دليلا تحت أهازيج وإيقاعات شعبية مثل: يا القمرة لالة من غيامك ولي السبع "آيراد" جاي يا ربّ تحفظو لي ويرتدي أبطال الكارنفال أقنعة آيرادية لتنطلق التظاهرة بالألعاب والأهازيج لتجوب الزقاق والدروب وتدق أبواب البيوت بألحان "رانا جيناكم.. حلو بيبانكم..افتحوا أبوابكم.. ويدخل آيراد البيوت وسط ترحيب وتهليل الأهالي، ويُعتبر مشهد حمل اللبؤة أنثى الأسد ووضعها الشبل من أهم الرموز المعبّرة للكرنفال، والتي تدل على الخصوبة وعلى ميلاد سنة جديدة. كارنفال آيراد، الذي اعتادت منطقة بني سنوس بجبال تلمسان على إحيائه كل جانفي والذي سيجوب شوارع عاصمة الولاية لأول مرة، تختلف الروايات والأساطير بشأن ميلاده، بين من يرجعه إلى انتصار الملك البربري "ششناق" على أحد الفراعنة الغزاة 950 ق. م، وبين من يرجعه إلى انتصار ملك سيغا "صيفاكس" على ملك سيرتا "ماسينيسا" وبين هذا وذاك، فإن تلمسان ستكون هذا الخميس، وبدون منازع، عاصمة للثقافة الأمازيغية. نور الدين بلهواري