* email * facebook * twitter * linkedin جدد سكان دواري الدهيبية ولغرايب التابعين لبلدية الخروب بقسنطينة، رفع انشغالاتهم للمسؤول الأول عن الولاية من أجل التدخل ومطالبة مصالح البلدية بالاسراع في تجسيد المشاريع التنموية التي انتظروها لسنوات، خاصة بعدما تم إحصاؤهم في الآونة الأخيرة ضمن مناطق الظل للنهوض بقراهم التي عانت التهميش بسبب لامبالاة المسؤولين رغم الوعود المتكررة للتكفل بمشاكلهم. يطالب سكان دوار الدهيبية التي تضم 50 عائلة بالتهيئة الخارجية ومدّ قنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب وكذا الإنارة العمومية، إذ وقفت "المساء" خلال زيارتها للقرية على الوضعية المزرية التي تعيش فيها العائلات في منازل مهترئة منتشرة بطريقة فوضوية، فيما انعدمت المسالك بين البنايات لضيق المكان، فيما أكد لنا السكان أن قريتهم التي تبعد بحوالي 10 كيلومترات عن قرية قطار العيش، و300 متر عن الوحدة الجوارية 18 بالمقاطعة الادارية للمدينة الجديدة علي منجلي، لم تربط بالغاز الطبيعي لحد الساعة، ما جعلهم في رحلة بحث أسبوعية عن قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم خاصة في فصل الشتاء لزيادة الطلب على هذه المادة الحيوية، حيث أجمع السكان أنهم يضطرون لاقتناء قارورتين في الأسبوع بسبب البرد الشديد الذي تعرفه القرية، أو اللجوء إلى استعمال الحطب للتدفئة في بعض الأحيان للتقليل من مصاريف قارورات الغاز، كما أثار السكان مشكل الطريق المهترئ الذي يعرف تدهورا كبيرا ولم تمسسه عمليات التهيئة وإعادة الاعتبار، حيت كان الطريق الذي قصدناه عبارة عن مسلك ترابي تتصاعد منه كميات كبيرة من الغبار عند مرور المركبات به، وهو نفس المسلك الذي يتسبب حسب السكان في عزلهم نهائيا في حالة تساقط الأمطار، حيث يتحوّل الطريق الطيني إلى زلج وبالتالي يستحيل معه الدخول والخروج من القرية باستعمال المركبة، وقد شرع أحد الشباب في الحديث عن الظروف التي يعيشها، موضحا أنه وبقية سكان القرية يضطرون للبقاء في سكناتهم عند تساقط الأمطار بسبب انغلاق المسلك الوحيد المؤدي من وإلى خارج المنطقة، كما أكد شاب آخر أنهم يستعملون الأكياس والأحذية البلاستيكية من أجل التنقل وخاصة عند هطول الأمطار. وعند الوصول إلى القرية أخبرنا بعض السكان أن مشاكلهم لا تنحصر في غياب الغاز واهتراء الطريق فقط بل انعدام قنوات الصرف الصحي باتت من أهم انشغالاتهم التي تسبب حسبهم غيابها في حرمانهم الغاز الطبيعي، حيث قال السكان إنهم ولتصريف المياه القذرة لجأوا إلى بناء خنادق أمام منازلهم بشكل فوضوي، وهو ما جعلهم يعيشون وضعية صعبة بسبب الروائح الكريهة وكذا انتشار الحشرات الضارة، وهو الحال بالنسبة لانعدام مياه الشرب بالمنطقة، حيث قال السكان إن المصاريف باتت لا تكفيهم لسد احتياجاتهم اليومية خاصة وأنهم وبسبب غياب المياه عن قريتهم يلجأون لشراء المياه المعدنية للشرب والصهاريج للتنظيف وقضاء حوائجهم، فيما ذكر قاطنون بالدوار أنه وبسبب غياب هذه المادة الحيوية يضطر أبناؤهم لحمل الدلاء سيرا على الأقدام آتين من أحد منابع المياه الطبيعية بعد أن اثقلت مصاريف المياه جيوبهم، وطرح سكان المنطقة الذين أكدوا أن مشاكلهم لا تختلف عن مشاكل دوار لغرايب الذي يبعد عنهم مسافة 5 كلم، على غرار مشكل بعد المؤسسات التربوية، حيث قالوا انهم يضطرون نقل ابنائهم يوميا إلى دوار لغرايب لامتطاء حافلات النقل المدرسي التي تتوقف بالدوار لنقلهم الى مدارسهم قطار العيش، وهي المعاناة اليومية التي أجبرت، حسب السكان، الكثير منهم لتوقيف أبنائهم عن الدراسة بسبب المعاناة اليومية وقطع مسافة 10 كلم يوميا ذهابا وايابا للالتحاق بالمؤسسات التعليمية. من جهة أخرى، طرح السكان مشكل غياب الإنارة العمومية عن قريتهم، حيث قالوا إنهم يخافون التنقل ليلا بين المنازل بسبب غياب هذه الأخيرة، فضلا عن تخوفهم من الاعتداءات الحيوانات على أغنامهم خاصة وأن قريتهم مفتوحة وتعتبر منطقة رعوية، حيث قالوا أنهم يقومون بربط منازلهم بأسلاك كهربائية عشوائية بطريقة جد فوضوية لإيصالها بمصابيح كبيرة بدل الانارة العمومية، وأيضا إشعال النار بالقرب من الأفنية والحظائر لتفادي أي خطر قد يصيب ماشيتهم خاصة وأنها وسيلة رزقهم وعيشهم الوحيدة. المشتكون قالوا إن الوالي السابق كان قد زارهم السنة الفارطة بعد عديد الشكاوي والمراسلات، حيث أمر المسؤولين المحليين وقتها بتخصيص مليار 900 مليون سنتيم من ميزانية الولاية قصد إطلاق العديد من المشاريع الهامة بالقرية وحتى القرى المجاورة وعلى رأسها شبكة المياه الصالح للشرب والصرف الصحي والغاز وغيرها من مشاريع التهيئة الأخرى، غير أن الوعود لم تطبق لحد الساعة، حيث لازالت أزيد من 100 عائلة تعيش حياة بدائية لانعدام الماء والغاز الطبيعي، قنوات الصرف الصحي و غياب أدنى المرافق الضرورية.