صادق نواب البرلمان المصري أمس، على مقترح بإمكانية القيام بتدخل عسكري للقوات المسلحة لبلادهم في ليبيا، في حال واصلت قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا تقدمها باتجاه الشرق الليبي وفي مقدمتها مدينة سيرت الاستراتيجية. واكد بيان للبرلمان المصري، أن نوابه "صوتوا بالإجماع على إرسال عناصر من القوات المصرية في مهمات قتالية خارج حدود الدولة المصرية لحماية الأمن القومي المصري". وتزامن قرار البرلمان المصري مع تصعيد تركيا من لهجتها تجاه الدول المنافسة لها في ليبيا، وراحت تطالبها بوقف فوري لكل دعم تقدمه للواء خليفة حفتر، الذي وصفته ب "السبب المباشر" في استمرار الأزمة المتعددة الأوجه التي يواجهها هذا البلد الممزق بحرب مدمرة منذ سنة 2011. ونعت وزير الدفاع التركي الجنرال، خالوصي أكار، في ختام اجتماع ضم وزيري الداخلية الليبي فتحي باشاغا ونظيره المالطي، بيرون كاميليري، بالعاصمة أنقرة، اللواء المتقاعد خليفة حفتر ب"الانقلابي الرافض لإحلال السلام والاستقرار والأمن والوحدة الترابية لليبيا، وأضاف أنه يبقى بمثابة أكبر عقبة أمام إحلال السلام في هذا البلد. وجدد الجنرال خالوصي اكار، في سياق مواقف بلاده تجاه الأزمة الليبية التأكيد على مواصلة تعاون أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني في مجال تدريب القوات المسلحة والتعاون والاستشارة العسكرية. واذا كانت تصريحات الرقم الأول العسكري التركي، جاءت في سياق تعزيز علاقات بلاده مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، فإنها حملت في نفس الوقت رسائل تحذير مشفّرة باتجاه مصر التي تبقى بالإضافة إلى الإمارات العربية وروسيا من أكبر الدول الداعمة للواء خليفة حفتر، ومناسبة استغلها للرد على تهديدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، باعتبار مدينة سيرت "خطا أحمر" لن يتوانى الجيش المصري في القيام بتدخل مباشر في حال سعت قوات حكومة الوفاق، اقتحامها في إطار خطتها لاستعادة هذه المدينة التي وقعت تحت سيطرة قوات حفتر منذ سنة 2015، بدعم مصري إماراتي روسي. كما أنها تصريحات تأتي وسط أخبار متواترة حول استعدادات عسكرية مكثفة لقوات طرفي معادلة الحرب الليبية تحسبا لساعة الحسم في هذه المدينة الاستراتيجية، التي تبقى بمثابة القلب النابض للاقتصاد الليبي لوقوعها في منطقة الهلال النفطي الذي يحوي أكبر احتياطات البترول الليبية، بما يجعل السيطرة عليها هذه المرة بمثابة المنعرج لحسم تطورات الأوضاع في ليبيا. وأكدت مصادر ليبية، أنه بسبب هذه الاستعدادات مازالت مجموعات المرتزقة تصل تباعا إلى ليبيا لتدعيم صفوف الجانبين المتحاربين. وكانت مصادر سودانية أكدت أول أمس، أنها ضبطت مجموعة من 160 شخص بينهم أجانب يعتزمون تخطي الحدود السودانية الليبية للقتال كمرتزقة دون تحديد الطرف الذي كانوا يعتزمون الالتحاق بصفوفه. واشتدت حدة اللهجة بين القاهرةوأنقرة في الأسابيع الأخيرة، وازدادت حدة منذ اللقاء الذي جمع نهاية الأسبوع الماضي، الرئيس المصري مع بعض أعيان القبائل الليبية ضمن تصرف اعتبرته أنقرة بمثابة تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية لليبيا. وتحركت عديد القبائل الليبية في غرب وجنوب وشرق البلاد ووسطها رافضة كل تدخل أجنبي في شؤون بلادهم الداخلية، بقناعة أن ليبيا كل متكامل ولا يحق لأية دولة المساس بوحدتها ولا زرع الشقاق بين مكونات مجتمعها.