أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أمس تأييد الجزائر للجهود والمساعي العربية والدولية لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة وفتح المعابر ورفع الحصار عن القطاع. وجدد السيد مدلسي في كلمة ألقاها أمام الدورة العادية ال131 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية استعداد الجزائر للمساهمة على الصعيد العربي، في عملية إعادة إعمار قطاع غزة والمشاركة بفعالية في الجهود الدولية في إطار هذه العملية، مشددا على ضرورة أن تتصدر عملية إعادة إعمار قطاع غزة الجهود العربية وأن يتم تجسيدها عبر قنوات وآليات عربية يتم الاتفاق عليها، "مع الحرص على اختيار البرامج والمشاريع وتصميمها ومتابعة تنفيذها بوسائل عربية صرفة"، على حد قوله. وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط أوضح الوزير أنه بالرغم من المساعي العربية الحثيثة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، إلا أن سوء نية إسرائيل وقفت حجر عثرة أمام تحقيق ذلك في ظل معاناة الشعب الفلسطيني من الهمجية والعدوانية الإسرائيلية المتحدية لكل الأعراف ومرجعيات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أثبت مدى عبثية سياسة إسرائيل، "والتي نحرص على أن تتحمل مسؤولية الجرائم التي اقترفتها في القطاع أمام الجهات الجنائية الدولية المختصة". وأبرز وزير الخارجية أهمية التوصل بسرعة إلى مصالحة فلسطينية جادة، معتبرا الوصول إلى ذلك تطورا جوهريا في التكفل بالقضية الفلسطينية ومسار استرجاع حقوق الشعب الفلسطيني والتوصل إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مع ضمان عودة اللاجئين. وأعرب عن أمله في أن يثمر الحوار الفلسطيني- الفلسطيني الذي استؤنف في القاهرة نتائج في مستوى تحديات القضية الفلسطينية. من جانب آخر وبخصوص التعاون العربي أكد السيد مدلسي على وجوب التشاور والتنسيق وتوحيد الرؤى من خلال العمل المتكامل بما يخدم مصالح أمن واستقرار المنطقة العربية، مبرزا في هذا الصدد ضرورة تكثيف الجهود قبل قمة الدوحة العربية القادمة "من أجل تفعيل المصالحة العربية وبناء توافق وانسجام في المواقف والرؤى تجاه كافة القضايا التي تهم الأمة العربية، وذلك من منطلق حساسية الموقف ووفقا لما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الأخيرة". وبعد أن سجل ارتياحه لما تم إنجازه خلال قمة الكويت الاقتصادية أكد السيد مدلسي عزم الجزائر على الإسهام في المبادرات والجهود الرامية لتنفيذ البرامج والمشاريع المقررة وتوفير كل الدعم والمساندة لها لبلوغ الأهداف المسطرة. وبخصوص الوضع في الساحة العراقية أعرب الوزير عن ارتياحه للنجاحات المحققة في هذا البلد على خلفية انتخابات مجالس المحافظات، معربا عن أمله في استمرار عزيمة وإرادة العراقيين والعراقيات للنهوض ببلدهم وإعادة بنائه موحدا يستوعبهم بكافة أطيافهم وانتماءاتهم في كنف المودة والإخاء، مما يعزز وحدة وسلامة وحرمة ترابه. وعن أزمة دارفور وتداعياتها جدد السيد مدلسي الالتزام بقرارات الجامعة العربية والتمسك بالجهود العربية والإفريقية الخيرة، مؤكدا ضرورة مواصلتها لإيجاد مخرج لهذه الأزمة بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره ووحدته من خلال تسوية نهائية تلتقي حولها كافة الأطراف المكونة للطيف السياسي في السودان. وأبدى السيد مدلسي من جهة أخرى تفاؤله بالتطورات الايجابية على الساحة الصومالية من خلال إعادة تأهيل مؤسساته الدستورية ومباشرة نشاطاتها بفضل الجهود المشتركة للاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، معربا عن أمله في تواصل هذه الجهود لتجسيد أهداف الحوار الوطني وتحقيق المصالحة بين الصوماليين. وعلى صعيد التعاون العربي- الدولي عبر الوزير عن دعمه لمختلف أشكال التعاون مع كافة الفاعلين والأقطاب والتجمعات الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالح الأمة العربية ورقيها وازدهارها، مؤكدا بأن المواعيد والاستحقاقات القادمة على غرار القمة العربية الامريكية الجنوبية القادمة وانطلاق التعاون العربي التركي والقمة العربية الإفريقية الثانية ستسهم في تجنيد وتعبئة هذه التجمعات لدعم ومساندة المواقف والقضايا العربية العادلة وبناء جسور من التعاون والتفاهم والتوافق الحضاري والثقافي. للإشارة فقد شارك وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي في اجتماعي لجنة مبادرة السلام العربية ومجلس السلم والأمن العربي اللذان سبقا اجتماع وزراء الخارجية العرب كما شارك أول أمس الاثنين بشرم الشيخ في مؤتمر إعادة اعمار قطاع غزة.