أعلنت الجزائر مشاركتها في القمة العربية الطارئة التي دعت دولة قطر إلى عقدها يوم الجمعة المقبل، لبحث العدوان الاسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وهو القرار الذي سبق السيد أويحيى في تصريحه للإذاعة الجزائرية مساء أول أمس أن أعلن عن استعداد الجزائر لدعم أي قرار عربي بإمكانه أن يرفع الغبن عن الإخوة الفلسطينيين في محنتهم وصمودهم أمام غطرسة الآلة الإسرائيلية وعدوانها الوحشي، مؤكدا التزامها بحضور أي قمة عربية تعقد في أي لحظة. ويأتي إعلان الجزائر حضور قمة الدوحة حرصا منها على واجب التحرك السريع والفعال لنصرة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يواصل همجيته وأعماله البشعة التي راح ضيحتها قرابة ألف قتيل نصفهم من الأطفال والرضع والنساء فيما تجاوز عدد الجرحى 4500 جريح، كما يفرض هذا الوضع الميداني ضرورة تحرك عربي من اجل إيجاد سبل للضغط على المجتمع الدولي وحمله على إقرار آليات ملزمة لوقف فوري للعدوان على شعب أعزل، بعد تعنت إسرائيل وضربها عرض الحائط بالقرار 1860 الذي أصدره مجلس الأمن نهاية الأسبوع الماضي، والذي وصفته الجزائر بالخطوة غير الكافية، وانتقدت بعض ما جاء فيه من أحكام تساوي بين الضحية والجلاد. وإلى هذه الدوافع يضاف الموقف الجزائري الثابت إزاء القضية الفلسطينية ووفائها لمبادئها المساندة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما يأتي إعلان الجزائر حضور القمة العربية الطارئة تكريسا لالتزامها بالمشاركة الدائمة والفعالة في إطار الجامعة العربية وغيرها من المنظمات الجهوية والإقليمية التي تملك العضوية فيها، وتحاشيها لسياسة المقعد الشاغر. وقد سبق للجهات الرسمية الجزائرية أن أعلنت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة استعدادها للمشاركة في أي قمة عربية يقرر القادة العرب عقدها لبحث الأوضاع في القطاع، حيث أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أن الجزائر ستعمل على تعزيز الوحدة بين الفلسطينيين في حال عقد قمة عربية، مشيرا حينها إلى أن الوزراء العرب قرروا بالقاهرة "الذهاب إلى مجلس الأمن وهم يدركون صعوبة الحصول على أي قرار". وقال السيد مدلسي في تصريح صحفي في ختام أشغال الدورة الطارئة لوزراء الخارجية العرب نهاية الشهر الماضي أنه "في حال عدم الاستجابة الكافية لمجلس الأمن الدولي سيعود الوزراء في الأيام المقبلة للاجتماع ويتم اتخاذ قرارات قد تكون حاسمة، ومنها الدعوة إلى عقد قمة طارئة على مستوى الرؤساء والقادة العرب للتعامل مع الوضع في القطاع"، مسجلا بالتالي استعداد الجزائر لقبول أي قرار حاسم يتخذه الوزراء العرب بما فيه عقد قمة طارئة. من جهته أكد الوزير الأول السيد احمد اويحيى في إطار نشاط سياسي للتحالف الرئاسي مطلع الأسبوع الجاري أن الجزائر قبلت بانعقاد قمة عربية تنظر في الوضع في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي عليه الذي دخل أسبوعه الثالث، وأعرب بالمناسبة عن استعداد الجزائر المسبق للمشاركة في أي قرار عربي يتخذ في هذا السياق، مذكرا بقرار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة القاضي بإقامة جسر جوي دائم لتقديم المساعدات للأشقاء في غزة. واعتبر السيد أويحيى أن ما يحدث في قطاع غزة، تجربة أليمة للعرب والمسلمين تتطلب ضرورة توحيد الصف والكلمة وتغليب المصلحة الجوهرية وذلك بإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته، مشيرا إلى أنه من غير الممكن ألا تتفق الدول العربية عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها الاستراتيجية، "كما لا يمكن أن نحترم من قبل الغير إذا لم نثبت وجودنا بطريقة صحيحة، ولن نحصل على حقوقنا إذا لم يكن لنا ثقل حقيقي في الميدان". ومن جهته أكد السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية أول أمس أن موقف الجزائر من القضية الفلسطينية والعدوان الممارس على قطاع غزة واضح ولا يحتاج إلى إعادة تأكيده في لقاء عربي مهما كان شكله، موضحا في هذا الصدد بأن الجزائر مع الفلسطينيين سواء عقدت القمة أو لم تعقد". وتجدر الإشارة إلى أن دعوة قطر لعقد قمة عربية طارئة تزامنت مع إعلان الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا الجمعة القادم في الكويت للنظر في التطورات المتعلقة بعدم امتثال إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضبط الإجراءات المطلوب اتخاذها لوضع حد لهذا العدوان. ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي العربي في ظل استمرار الغضب الجماهيري المندد بالظلم والعدوان الوحشي ضد الأبرياء في غزة، حيث لازالت مختلف المدن الجزائرية تعيش على وقع التظاهرات والمسيرات الحاشدة المعبرة عن سخط الجزائريين واستنكارهم لما تقترفه آلة الدمار والخراب الصهيونية في حق شعب أعزل، والعمليات الخيرية والتضامنية المتعددة التي تسعى إلى جمع التبرعات من دم وأموال ومواد أساسية ودماء لفائدة الضحايا من أبناء غزة الجريحة.