كلينتون في رام الله لتأكيد التزام واشنطن بقيام الدولة الفلسطينية أجرت أمس وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مباحثات مع القادة الفلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية في مسعى لإعادة بعث عملية السلام المعطلة وإيجاد تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي خصوصا والعربي الإسرائيلي عموما. والتقت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية بالرئيس محمود عباس الذي أكدت له التزام إدارتها بالعمل على تكريس قيام الدولة الفلسطينية ضمن حل قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تتعايشان جنبا إلى جنب. وأكدت كلينتون في ندوة صحفية عقدتها أمس برام الله رفقة الرئيس محمود عباس أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد التقدم بخطى متسارعة على مسار السلام في المنطقة وقالت "إننا مصممون على إحراز تقدم لأن الوقت لا يعمل لصالحنا". وفي هذا السياق أكدت كلينتون عن عودة جورج ميتشل المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط إلى المنطقة مباشرة بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية من اجل إجراء مباحثات مع القادة الإسرائيليين في مسعى لتحريك عملية السلام في المنطقة. ورغم أن رئيسة الدبلوماسية الأمريكية جددت دعم بلادها الثابت لإسرائيل وحملت حركة حماس مسؤولية اللااستقرار الذي تعيشه المنطقة فإنها بالمقابل وصفت خطة إسرائيل لتدمير عشرات المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية ضمن خططها لتوسيع مستوطناتها بأنه اختراق للقانون الدولي وقالت انه "من الواضح أن هذا النوع من التصرفات غير مفيد وتتعارض مع خطة خارطة الطريق". وكانت هيلاري كلينتون وصلت إلى رام الله أمس قادمة من إسرائيل حيث التقت بالمسؤولين الإسرائيليين وأكدت من جديد التزام الإدارة الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية وقالت إن ذلك سيكون في مصلحة إسرائيل. إلا أن بنيامين نتانياهو المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة كرر رفضه لهذا المبدأ وهو الأمر الذي رهن نتائج جولة وزيرة الخارجية إلى المنطقة. والأكثر من ذلك فإن طرح اسم افيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا المتطرف لتولي حقيبة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية المقبلة واستمرار الأنشطة الاستيطانية كلها نقاط تريد من خلالها إسرائيل تذكير كلينتون بالخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها وحتى وإن تعدتها فإن إسرائيل لا يمكن أن تخضع لها. وهو الأمر الذي جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجدد التأكيد على ضرورة أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية المقبلة بوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية وفتح جميع المعابر في قطاع غزة. وقال "إننا نحترم اختيار الإسرائيليين ونحترم نتائج الانتخابات في إسرائيل ولكن نطالب أيضا الحكومة المقبلة باحترام بنود خارطة الطريق التي تتضمن فكرة قيام الدولتين". وهو الموقف الذي جدده صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي أكد انه مهما كانت الحكومة التي سيتم تشكيلها في إسرائيل فهي مطالبة باحترام مبدأ قيام الدولتين. وكان نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني اعتبر ان التصريحات التي أدلت بها كلينتون في إسرائيل تعتبر بداية جيدة وتحمل في مضمونها رسالة للحكومة الإسرائيلية الجديدة مفادها أن الإدارة الأمريكية قد التزمت بإحلال السلام في الشرق الأوسط.