أكد رئيس النقابة الوطنية لصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري، أن اللقاح الذي تعتزم الجزائر شراءه في المرحلة الأولى من روسيا، لن يكون متوفرا قبل شهر جانفي 2021، مشيرا إلى أن عملية التلقيح تتطلب إجراء تحاليل لتحييد من يتوفرون على أجسام مضادة للقاح من القائمة المستفيدة من التلقيح، حيث يتعلق الأمر أساسا، حسبه، بالمصابين والمتعافين من الإصابة بالفيروس، فيما توقع أن يكون حجم الكمية الأولى التي سيقتنيها معهد باستور في حدود 3 ملايين لقاح، قياسا بعدد لقاحات الأنفلونزا العادية التي يتم اقتناؤها، على أن يتم توسيع العملية إلى مخابر أخرى تدريجيا. وذكر نقيب الصيادلة الخواص، في تصريح ل«المساء"، أن خطة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تشمل اقتناء اللقاح في المرحلة الأولى من مخابر روسية، ثم توسيعها مستقبلا إلى مخابر أخرى حسب درجة الاحتياج الوطني ، حيث تكون الجرعات الأولى من اللقاح موجهة بالدرجة الأولى للطواقم الطبية والأمن والعناصر التي تكون في مواجهة مباشرة مع الخطر وتحتاج الجزائر لسلامتها لتأمين حملة التلقيح. وأضاف محدثنا، أن الجزائر ستنوع من شركائها من أجل توفير اللقاح ، حيث توجد 10 مخابر منتجة مرشحة لتلقي طلبيات من الجزائر في المستقبل بشكل تدريجي، منها مخبرين صينيين ومخابر عالمية أخرى اعتادت الجزائر على العمل معها وفي مقدمتها "صانوفي" الفرنسي و«جي أس كا" الإنجليزي و«استرا جينيكا" الأنجلو أمريكي، وكذا مخبر "بفايزر"، حيث ستتعامل الجزائر، حسبه، وفق نظرة جديدة أملتها طبيعة اللقاح وخصوصيته التي لا تزال غير واضحة كليا، ما يستدعي نوعا من الحكمة والرزانة في التعامل مع هذا المنتوج الجديد . وفي رده على سؤال يخص مسار وصول اللقاح إلى المواطنين وإشراك الصيادلة الخواص في مخطط التلقيح الذي تنوي الجزائر تطبيقه، قال بلعمبري، أن عمليا، معهد "باستور الجزائر" يمتلك حصريا رخصة اقتناء اللقاحات بمختلف أنواعها، فيما يشرف ممثلين عن وزارة الصحة على عمليات التوزيع الوطني، للشروع في حملة التلقيح، التي تكون حسبه، بوضع مخطط وطني لتحديد خريطة العينات المعنية بالتلقيح، "حيث يتم إخضاعها أولا لكشوفات وتحاليل، للتأكد من سلامتها وعدم إصابتها بالفيروس لأنه لا يمكن تلقيح المصابين أو المتعافين من الفيروس، بسبب تضمن أجسادهم لأجسام مضادة وبالتالي لا يمكن حقنهم باللقاح مرة أخرى، حتى لا يسبب لهم ذلك مشاكل صحية" . كما تشمل العملية، حسب محدثنا أولويات، تتمثل في الطواقم الطبية والأشخاص الذين، وبحكم وظائفهم سيكونون عرضة للإصابة أو يستعان بهم في تسيير المرافق الحيوية والهامة بالإضافة للأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة كالمصابين بالأمراض المزمنة والمسنين بصفة عامة. وحول كمية الجرعات المتوقع جلبها في المرحلة الأولى، أكد مصدر "المساء" أن وزارة الصحة هي من تملك هذه المعطيات، مشيرا في المقابل، إلى أنه قياسا بعدد جرعات اللقاحات الخاصة بالأنفلونزا الموسمية، فقد اعتادت الجزائر على استيراد 3 ملايين جرعة في المرحلة الأولى. واعتبر بأن الاستثناء والخصوصية التي يمتاز بها الفيروس، يجعل من الصعب ضبط الكمية التي سيتم اقتناؤها بدقة بسبب تزايد الإصابات من جهة، وتخوف البعض من اللقاح الجديد، من جهة أخرى، وهذا حتى وإن كانت وزارة الصحة قد تحدثت عن تخطيط لتلقيح 70 بالمائة من السكان. وأول المخاوف التي يبديها بعض المواطنين من اللقاح وانعكاساته التي لاتزال مبهمة على المدى الطويل حتى وان كانت التجارب السريرية والمخبرية قد أظهرت إيجابية بعض اللقاحات، ، ذكر بلعمبري بأن "الأمر يحتاج للتحسيس والتوعية حول أهمية التلقيح، لا سيما وان العالم ينتظر مع شتاء 2021 موجة ثانية من الفيروس قد تكون حدتها أقوى بسبب برودة الطقس". في الأخير، نصح بلعمبرى المواطنين بضرورة التقييد بالإجراءات الوقائية وتجنب الإصابة حتى يكونوا جاهزين لتلقي اللقاح المرتقب توفيره في الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة.