أعرب التجمع الوطني الديمقراطي أمس، عن رفضه "شكلا وتفصيلا" لما سمي ب"اتفاق السلام" الأخير بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، مجددا موقف التجمع الثابت المساند للقضية الفلسطينية باعتبارها "قضية عقائدية" لن تتغير إلا بتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وأكد الأمين العام للحزب طيب زيتوني، خلال استقباله بمقر الحزب بالجزائر العاصمة، لسفير دولة فلسطين أمين مقبول، أن الهدف من اللقاء هو تجديد العهد والتأكيد على موقف الحزب ومن خلاله مكتبه الوطني وكل مناضليه ومؤسساته المنتخبة "الذين يقفون وقفة رجل واحد للرد على كل المبادرات غير المدروسة التي تريد تكسير وحدتنا حول القضية الأم ومساندتنا لها". وقال السيد زيتوني إن موقف الحزب من القضية الفلسطينية "نابع من قناعتنا ومن جهادنا ومن تضحياتنا، فهي قضية مبدأ وقضية انتماء وعقيدة وروح وقضية أمة وهي قضية خاصة لكل الشعب الجزائري سواء لدى الطبقة السياسية أو الحركة الجمعوية أو المؤسسات الحكومية". وأضاف أن الموقف الرسمي كان واضحا كل الوضوح فيما يخص مساندته للقضية والتي ليست فقط "من باب تسجيل المواقف". وعرج السيد زيتوني، في السياق على مواقف الجزائر الثابتة التي يشهد عليها التاريخ منذ الحروب الصليبية، مذكرا بمساندة بومدين الغوثي الذي دفن أحد مناضليه في القدس الشريف، تليها ما قدمه الجيش الجزائري بعد نكسة 1967 وحرب 1973 مرورا باحتضانها سنة 1988 إعلان قيام الدولة الفلسطينية وهي مواقف يأبى الشعب الجزائري إلا أن يسجلها كل مرة". ووصف الأمين العام للتجمع اتفاق التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي "بأعمال مناولة" و"عثرة لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله، حيث ستزيد بالعكس من وحدة الأمة العربية حول القضية المصيرية ومن التفاف الشعوب أكثر من أي وقت مضى حولها". وأضاف أن "هذه الضارة ستدفع بالأمة العربية نحو عمل حقيقي مشترك على المستوى السياسي النضالي وعلى مستوى الهيئات الدولية لطرح القضية بكل قوة وتجديد موقفها وموقف الشعوب التواقة للحرية والاستقلال". في ختام اللقاء، سلم الأمين العامل ل"الأرندي" السفير الفلسطيني رسالة للأشقاء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة التي أبى المكتب الوطني للتجمع ومؤسساته من برلمانيين ومجالس منتخبة لتجديد موقفهم الثابت والرافض "للمساس بقضية فلسطين أو العبث بها من أجل تقسيم الصف العربي والموقف الثابت والمبدئي من القضية". ونوه سفير دولة فلسطين أمين مقبول، من جهته بالموقف الجزائري الثابت والمشرف للشعب ولقيادته في كل المناسبات الأليمة التي تمر بها القضية الفلسطينية، مبرزا عمق العلاقة بين الشعب الجزائري والقضية الفلسطينية التي يعود تاريخها للحروب الصليبية والتي استمرت بالتزاوج والمصاهرة وبلغت أوجها عندما انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 فكانت الجزائر أول حضن وأول مكتب يفتح لها في العالم.