يشتكي سكان حي "بلّوش" ببوفاريك بولاية البليدة، من عدة انشغالات أرقت حياتهم وزادت من معاناتهم اليومية بدون أن يجدوا لها حلولا نهائية تعيد لهم الأمل في الحصول على إطار معيشي مقبول. ويتعلق الأمر بالانقاطاعات المتكررة وغير المبررة للتزويد بمياه الشرب والكهرباء، بالإضافة إلى مشكل الانتشار الكبير للنفايات وتكدسها على مستوى هذا الحي، فيما يطالب القاطنون أمام هذا الوضع، بالتدخل العاجل للسلطات المحلية؛ قصد وضع حد لهذه المشاكل، وإعادة الأمور إلى نصابها. يعاني سكان الحي المذكور، حسبما علمت "المساء" من أحد القاطنين به، من استمرار انقطاع التزود بمياه الشرب؛ فبالكاد تصل هذه المادة الحيوية إلى حنفياتهم بالشكل المطلوب، خاصة خلال هذه الفترة من فصل الصيف، المعروفة بازدياد الطلب على استهلاك المياه، تزامنا مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. وأضحت ظاهرة الانقطاعات المتكررة للمياه بدون سابق إنذار على مستوى الحي المذكور، تفرض نفسها بدون أن يجد لها السكان تبريرا مقنعا؛ حيث انعكس ذلك سلبا على حياة الأفراد القاطنين بالمنطقة ككل، وهو ما يدفعهم بشكل أو بآخر، للبحث عن مصادر أخرى للتزوّد بهذه الثروة الاستراتيجية في انتظار تدخل المصالح المختصة للبت في هذا الموضوع وأخذه بعين الاعتبار. وطرح سكان الحي، مقابل ذلك، انشغالا آخرا لا يقل أهمية عن الأول، ويخص الانقطاعات المتكررة والمفاجئة للتيار الكهربائي بدون سابق إعلان أو إنذار، حيث نغّص هذا المشكل حياة العائلات القاطنة، وزاد من حدة استيائها إزاء هذا الموضوع، خاصة بالنظر إلى حجم الانعكاسات السلبية المترتبة عن ذلك، حيث تسبّب انقطاع التيار الكهربائي في خسائر مادية معتبرة للسكان، تمثلت في تعطل وتلف أجهزتهم الكهرومنزلية على غرار أجهزة التلفزيون والثلاجات والمكيفات الهوائية والغسالات... وأضاف السكان أن هذا المشكل مايزال مطروحا بحدة رغم الشكاوى المرفوعة إلى الهيئة المعنية، التي وعدت باتخاذ الإجراءات الضرورية لتفادي تكرار ذلك لكن بدون جدوى؛ إذ لم تجد شكاوى هؤلاء إلى حد الساعة آذانا صاغية من قبل المسؤولين عن قطاع الطاقة بالمنطقة. ويضاف إلى المشكلين المذكورين آنفا، انشغال الانتشار الكبير للنفايات المنزلية وتكدسها بمدخل الحي، حيث حمّل القاطنون مسؤولية ذلك مصالح النظافة المكلفة بجمع هذه النفايات، والتي لا تقوم، حسبهم، بالدور المنوط بها، خاصة في ما يتعلق بالتقيد بمواقيت مرور شاحنات رفع النفايات، وهو السبب الرئيس وراء تكدس هذه الأخيرة وبقائها فترة طويلة، قبل أن يتم في الأخير رفعها بصعوبة. ودعا السكان إلى الانضباط والالتزام بالمواقيت الخاصة بمرور الشاحنات والمركبات المعنية برفع القامة المنزلية، للحد من هذه الظاهرة التي شوّهت الحي وباقي الأحياء الأخرى المجاورة. ومن جهتها، اعترفت بلدية بوفاريك في ما يتعلق بظاهرة الانقطاعات والتذبذب في التزوّد بمياه الشرب بمختلف أحياء المنطقة، اعترفت باستفحال هذه الظاهرة التي لم يتم إيجاد حلول لها رغم تجسيد العديد من المشاريع والعمليات التنموية الخاصة بقطاع مياه الشرب. وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي ناصر بن طكوكة في هذا الشأن، أن هذا الانشغال بقي مطروحا رغم استفادة البلدية مؤخرا من 3 آبار ارتوازية دخلت حيّز الخدمة، في انتظار دخول بئر ارتوازية أخرى حيّز الخدمة لاحقا. وأضاف السيد بن طكوكة أن مصالحه تتلقى يوميا شكاوى حول ندرة مياه الشرب، تختلف حدتها من حي لآخر، مشيرا إلى أن المكلفين بفتح شبكات توزيع المياه بالمنطقة، يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية في هذه الظاهرة. كما دعا، بالمناسبة، سكان الأحياء المتضررين بشكل كبير من هذا المشكل، إلى ذكر اسم حيّهم والعنوان، مع تحديد آخر مرة استهلكوا فيها المياه؛ قصد السعي لإيجاد حل نهائي لذلك بالتنسيق مع مؤسسة "الجزائرية للمياه" ومصالح ولاية البليدة.