لازالت اتحادية التنس الهيئة الرياضية الوحيدة التي ليس لها رئيس بعد أن قدّم رئيسها المؤقت محمد دحماني استقالته في الأيام الاخيرة. انسحاب لم يبرره دحماني، لكنه يبين في الحقيقة عمق الأزمة التي تتخبط فيها هذه الهيئة الفيدرالية منذ أكثر من سنتين، علما أن وزارة الشباب والرياضة كانت قامت بإقالة الرئيس المنتخب محمد بساعد على خلفية وجود تسيير سيئ للاتحادية. وكانت الوصاية قبل اتخاذ قرار إبعاد بساعد من منصبه، أوفدت أعضاء من مفتشيتها العامة لإجراء تحقيق معمق، نتج عنه اكتشاف وقوع تجاوزات خطيرة في مجال تسيير الموارد المالية وتبديدها لأغراض شخصية. وقد أدين الرئيس المنتخب لهذه الهيئة الفيدرالية محمد بساعد من طرف الوزارة في عهد الوزير السابق سليم رؤوف برناوي، بسوء التسيير، واستغلال المنصب من أجل استعمال الأموال لمصلحته الشخصية، وأحيلت هذه القضية على العدالة. وكشفت مصادر قريبة من اتحادية التنس، عن غضب كبير في أوساط هذه الرياضة بسبب الغموض الكبير الذي يكتنف عمل الهيئة الفيدرالية التي فشلت في تسيير مختلف المنافسات الرسمية المبرمجة، وما انسحاب الرئيس المؤقت محمد دحماني من منصبه، إلا دليل على وجود فشل ذريع في الاضطلاع بمصلحة هذه الرياضة. أوساط هذا الفرع تريد، بشكل خاص، أن يتم معاقبة كل الأطراف التي تسببت في التلاعبات التي وقعت في تسيير الاتحادية خلال العهدة الرياضية الأخيرة، ولا يمكن بالنسبة لهذه الأوساط محو هذه المساوئ بمجرد حلول العهدة القادمة. وتساءلت ذات الأوساط عن التأخر الذي تسجله العدالة للكشف عن نتائج التحقيق الذي قامت به وزارة الشباب والرياضة، لا سيما أن الأمر يتعلق بممارسات غير شرعية وخطيرة في آن واحد، لطخت سمعة اتحادية التنس، التي كانت بالنسبة لهذه الأوساط مثلا يُحتذى به في مجال التسيير العقلاني والشفاف. وفي انتظار ما تقرره العدالة بخصوص هذه القضية، تتجه أنظار أوساط هذه الرياضية إلى الانتخابات القادمة لهيئتهم، حيث يدور حديثها حول إقدام ما لا يقل عن خمسة مرشحين لرئاسة الاتحادية، يوجد من بينهم الدكتور محمد بوعبد الله، وهو الوجه المعروف والبارز في هذه الرياضة؛ لما قدمه لهذا الفرع من خدمات معتبرة لما كان على رأس الهيئة الفيدرالية في عهدات سابقة. وقالت مصادر قريبة من الدكتور محمد بوعبد الله، بأنه ينوي الترشح لرئاسة الهيئة الفيدرالية.