عقد نزيه برمضان، مستشار رئيس الجمهورية، المكلف بالمجتمع المدني والجالية الجزائرية في الخارج، بجامعة هواري بومدين بباب الزوار، أمس، لقاء تشاوريا مع فعاليات المجتمع المدني، استكمالا لسلسلة اللقاءات التي عقدها في 25 ولاية تم خلاله الاستماع إلى انشغالات فعاليات المجتمع المدني واقتراحاتهم، لرسم استراتيجية وطنية إدماج ممثليه وإشراكهم في تسيير الشأن العام. وأكد برمضان، أمام حضور قوي لممثلي المجتمع المدني لولاية الجزائر، أن مسودة الدستور تضمنت دسترة عمل المجتمع المدني وضرورة مشاركته في بناء الجزائر الجديدة، وأن "المرصد الوطني للمجتمع المدني" الذي سيؤسس وسيكون له قانون عضوي، من شأنه أن يلعب دورا هاما في ترقية هذه الفعاليات، بل أن مسودة الدستور المعدل نصت على ضرورة إشراك المجتمع المدني في محاربة الفساد، الذي سينظم من أجله لقاء تكوينيا في الخامس من الشهر القادم تحت شعار "المجتمع المدني ومكافحة الفساد". كما دعا إلى ضرورة التخلي عن العمل الجمعوي الكلاسيكي المتسم بالثقل، والانتقال إلى عمل احترافي مؤسساتي لتحقيق الثروة، والتمويل الذاتي، وخلق مناصب شغل، وعدم الاعتماد على ميزانية الدولة، ضمن مقترح مفصلي رحب به المشاركون واعتبروه بمثابة تحول في مسار عمل الحركة الجمعوية. وطرحت فعاليات المجتمع المدني خلال هذا النقاش الذي حضره والي العاصمة يوسف شرفة، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، كريم بنور، مختلف الانشغالات والأفكار والمقترحات التي من شأنها تحقيق الإندماج الحقيقي لمختلف فعاليات المجتمع في مسار بناء الدولة وتحقيق التنمية وترقية المجتمع. ورافع ممثلو المجتمع المدني خلال تدخلاتهم، لأجل توفير الوسائل وإيجاد المناخ المناسب، لتمكين الحركة الجمعوية من المشاركة العقلانية في تسيير الشأن العام وتأكيد قدراتها، مثلما أبانت على ذلك خلال تفشي وباء "كورونا". وألح المشاركون على تكثيف عقد مثل هذه اللقاءات، وتنظيم جلسات وطنية لتشريح الواقع الحقيقي للعمل الجمعوي، للخروج بتوصيات من شأنها استدراك النقائص المتراكمة منذ عقود،. على أن يبدأ النقاش بشكل تدرجي من البلدية إلى المقاطعة الإدارية ، وصولا إلى عقد لقاءات ولائية تقدم خلالها المقترحات بهدف تحقيق مبدأ التشاركية. وذكر برمضان في رده على هذه الانشغالات أن الرئيس عبد المجيد تبون، الح في خطاباته ولقاءاته مع ممثلي مختلف وسائل الإعلام، على الولاة بضرورة تدعيم ومرافقة الحركة الجمعوية، وتجسيد مبدأ التشاركية، مما سيعيد الثقة بين المواطن والسلطة، وأنه بدون ثقة لا تتحقق الأهداف المنشودة. وثمن والي العاصمة، يوسف شرفة خلال تدخله الدور الذي أداه المجتمع المدني خلال الأزمة الصحية، حيث أظهر الوجه الحسن في تجسيد مبدأ التشاركية، بعد أن كان جنبا إلى جانب مع "الجيش الأبيض" في التوعية والتحسيس والتعقيم وتقديم المساعدات للأطقم الطبية والعائلات المعوزة بما يستدعي من السلطات اشراكه في بناء الجزائر الجديدة.