إحياء لذكرى رحيل الأديب مولود فرعون المصادفة ل15 مارس تنظّم مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو ملتقى يدوم يومين بدار الثقافة "مولود معمري" يتناول حياة ومسيرة هذا الكاتب الذي أبى أن يخضع لسياسة الاندماج وعاش بمبادئه الوطنية وبحلمه أن يصبح الجزائري معلّما. تدخل هذه المبادرة في إطار فعاليات المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي في طبعته العاشرة، وسطّر القائمون عليها برنامجا ثريا يتضمّن إلقاء جملة من المحاضرات من طرف أساتذة قدموا من تونس وفرنسا وغيرهما إضافة إلى أساتذة من جامعة الجزائر سيتناولون حياة الروائي الشهيد الذي اغتيل على يد منظمة اليد الحمراء في مارس 1962، وتكون هذه المداخلات متبوعة بقراءة لمؤلّفات ونصوص الكاتب التي لا تزال تقرأ في مختلف أنحاء العالم لا سيما كتابه "ابن الفقير" المترجم إلى 24 لغة. كما سيتم بالمناسبة عرض فيلم وثائقي مدّته 52 دقيقة بدار الثقافة "مولود معمري"، يتناول حياة ومسيرة الكاتب مولود فرعون، وتتواصل فعاليات الملتقى في يومه الثاني ببرمجة خرجة إلى قرية تيزي هيبل مسقط رأس الكاتب الذي ولد وترعرع بين أحضان عائلة فقيرة، ودفع هذا الفقر بوالده إلى الهجرة بحثا عن عمل يكسبه قوت عيش عائلته، غير أنّ هذا لم يصرف مولود فرعون الطفل عن متابعة تعليمه، فالتحق بالمدرسة الابتدائية بقرية توريرت موسى المجاورة لقريته، حيث كان يقطع مسافة طويلة ليلتحق بمدرسته في ظروف جد قاسية. وتحدّى فرعون الصغير المصاعب بمثابرته واجتهاده مما أهّله للظفر بمنحة دراسية بثانوية مدينة تيزي وزو لينتقل إلى مدرسة المعلمين ببوزيعة بالعاصمة، حيث تمكّن من التخرّج واندفع بذلك نحو العمل فاشتغل بالتعليم وذلك عندما عيّن مدرسا سنة 1935 بقرية تيزي هيبل. أخذ فكر مولود فرعون يتطوّر وينمو وأخذت القضايا الوطنية تشغله حيث أعطى من علمه لأطفال قريته، والتحق سنة 1946 بمدرسة تقع بقرية توريرت موسى حيث اشتغل معلما فيها، وفي سنة 1952 عيّن في إطار العمل الإداري التربوي بمدينة الأربعاء ناث ايراثن، ليلتحق سنة 1957 بالعاصمة كمدير لمدرسة ناظور، كما عيّن سنة 1960 مفتّشا لمراكز اجتماعية كان قد أسّسها أحد الفرنسيين في 1955، وهي آخر وظيفة شغلها الكاتب قبل أن يسقط برصاص الفرنسيين في 15 مارس 1962، تاركا وراءه كنزا بأتم معنى الكلمة، منها كتاب يحمل عنوان "أيام قبائلية" تحدّث فيه عن عادات وتقاليد المنطقة، وآخر بعنوان "أشعار سي محند أومحند"، وأربع روايات منها "ابن الفقير"، "الدروب الوعرة" و"الأرض والدم"، إضافة إلى مجموعة رسائل ومقالات ذات طابع شخصي، ومن بين أقواله الشهيرة كتاب بالفرنسية "أتكلّم بالفرنسية لأقول للفرنسيين إني لست فرنسيا".