دفع تراجع تفشي وباء "كورونا" في المجتمع الجزائري، وفق ما تشير إليه الأرقام المعلنة عنها من طرف اللجنة المكلفة برصد ومتابعة الوباء، بعض المواطنين إلى التخلي تدريجيا على تدابير الوقاية، وهو ما وقفت عليه "المساء" لدى تجولها بمدينة البليدة، حيث أصبح التقيد بالتدابير، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة بالمقاهي والمحلات التجارية، وحتى في الأسواق، غير لازم عند البعض، وأكثر من هذا، عادت الأعراس والولائم، الأمر الذي يتطلب دق ناقوس الخطر، خاصة أن الوباء لم ينته بعد. في جولة استطلاعية ل«المساء"، ببعض شوارع مدينة البليدة، وقفت على نوع من التخلي عن تدابير الوقاية، بعد تسجيل تراجع في عدد الإصابات، الأمر الذي أعطى الانطباع لدى البعض بزوال الوباء، وحسب ما جاء على لسان بعض المواطنين، فإن الأرقام المسجلة تبعث على الاطمئنان، الأمر الذي جعلهم يعبرون على فرحتهم بهذا التحسن، والتخلي على بعض التدابير، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة التي أصبحت تشكل مصدر إزعاج لهم. حسب بعض تجار الملابس وحتى المواد الغذائية، فإن الالتزام بتدابير الوقاية بدأ يعرف نوعا من التراجع، حيث لم يعد الزبائن يحرصون على مسألة التباعد عند التقرب من المحلات للشراء، وتم أيضا التخلي على الكمامة، وحسب بائع للأكل السريع "فإنه يسعى دائما إلى محاولة فرض مسألة التقيد بالتدابير، غير أن المواطنين، حسبه، لا يأبهون من منطلق أن الوباء تراجع ولم يعد هناك ما يدعو إلى الخوف. ما استوقفنا أيضا في الجولة الاستطلاعية، أن بعض المحلات بمدينة "العفرون" لا تزال تعلق لافتات، تحث فيها على ضرورة التقيد بتدابير الوقاية، لكن من الناحية الواقعية، ليس هناك من يحرص على وجوب تطبيقها، حيث أصبح الزبائن يترددون على المحلات من دون وضع الكمامة، ولا يحرصون على تدابير التباعد من باب أن الوباء تراجع ولم يعد خطيرا. سهر في الليل وعودة الأعراس بقوة يبدو أن الحاجة إلى العودة لممارسة الحياة العادية، أصبحت أكثر من ضرورية بالنسبة للبعض، خاصة فئة الشباب، وعلى الرغم من أن الوباء لا يزال موجودا، إلا أن هذا لم يمنع الشباب من التجمع للسهر في الأحياء حول طاولة "الدومينو"، أو ألعاب الفيديو بالهواتف "الذكية"، وهو ما وقفت عليه "المساء"، حيث يشكلون بعد صلاة المغرب جماعات، ويمضون الوقت في اللعب وتبادل أطراف الحديث لوقت متأخر من الليل، دون الالتزام بتدابير الوقاية، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة أو التباعد الجسدي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، عادت العائلات إلى إقامة الأعراس ودعوة الجيران والأقارب والأحباب إلى حضورها، ناهيك على إقامة الحفلات بمناسبة نجاح أبنائهم في شهادة التعليم المتوسط، ضاربين عرض الحائط كل التدابير، بحجة أن الوباء قد تراجع، فيما تلح وزارة الصحة على الحذر، على اعتبار أن خطر الوباء مازال قائما، فالتراجع المسجل في عدد حالات الإصابة حسب ما أعلن عنه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، في تصريح لوسائل الإعلام مؤخرا، رغم أنه يبعث على التفاؤل، إلا أن هذا لا يعني، حسبه، التهور والتخلي على تدابير الوقاية، وحسبه، فإن الوصول إلى تحقيق هذه النتائج الإيجابية بالمقارنة مع ما يحدث في الدول المجاورة، والدول الغربية التي تعيش موجة ثانية يتطلب الالتزام أكثر بالتدابير، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي. من جهته، أكد فيصل أوحدة، رئيس جمعية مرضى السكري بولاية الجزائر، على ضرورة عدم الاستهزاء بالوباء، لأنه لا يزال خطيرا، خاصة بالنسبة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، وأن التراجع المسجل لا يعني بأن الوباء قد زال، بالتالي، يوقل في هذا الصدد؛ "نحث الذين تخلوا على تدابير الوقاية، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة بضرورة العودة إلى وضعها، وعدم التسرع لاسيما أننا بموسم الخريف، حيث نعيش مناخا متقلبا يجعل من السهل الإصابة بالأنفلونزا وانتشار العدوى".