انتقدت مجموعات التضامن الدولي مع الصحراء الغربية المعروفة باسم "منتدى العمل للصحراء الغربية" البريطانية، في رسالة مفتوحة إلى مجلس الأمن الدولي، طريقة تعاطي الأممالمتحدة مع القضية الصحراوية التي لا ترقى إلى مستوى التزاماتها تجاه شعب الصحراء الغربية الواقع تحت نير الاحتلال. واعتبر المنتدى أن عدم تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء الغربية منذ استقالة هورست كوهلر قبل 17 شهرا، دليل آخر على غياب متابعة عادلة لهذه القضية التي تصنّفها الأممالمتحدة في قائمة الأقاليم المحتلة التي تنتظر تصفية الاستعمار منها. وشدّدت الرسالة على أن الكيفية التي أصبحت تتعاطى بها المنظمة الأممية مع القضية الصحراوية، قد أدّت من جهة إلى توقف العملية السياسية بل ومسّت مصداقيتها، ومن جهة أخرى ساهمت في عدم الاستقرار وارتفاع الاعتداءات على النساء وقمع حرية الإعلام والتجمّع والحركة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. كما أشارت إلى أنه رغم وجود بعثة "مينورسو" التي أنشئت قبل عدة عقود لتنظيم استفتاء حول تقرير المصير وافتقارها إلى ولاية تسمح لها بمراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها، لا يزال المغرب يعرقل عملية السلام ويتجاهل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعب الصحراوي. وهو ما جعلها تعتبر بأن فشل البعثة الأممية في التحرك ضد انتهاكات حقوق الإنسان يجعل من الصعب عليها تحقيق باقي أهدافها، موضحة أن ذلك يتجلى في انتهاكات المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق العسكري رقم 1 في ثغرة الكركرات. وطالبت المنظمات البريطانية أمام الجمود الحاصل في العملية السياسية والوضع المقلق في الأراضي المحتلة، هيئة الأممالمتحدة القيام بتحرك عاجل للدفع بالعملية السياسية بدءا بتعيين مبعوث شخصي جديد لتجديد الثقة في هذه العملية ومنح بعثة "مينورسو" ولاية المراقبة والتقرير عن حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية ووقف الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية والإفراج عن جميع السجناء السياسيين الصحراويين المحتجزين داخل المعتقلات المغربية في انتهاك صارخ للقانون الدولي. واختتمت المنظمات المنضوية تحت لواء منتدى العمل للصحراء الغربية، رسالتها بدعوة كل أحرار العالم لتظافر الجهود من أجل الضغط لتحقيق العدالة في الصحراء الغربية ووقف كل الانتهاكات المغربية الصارخة للقانون وكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. وتبقى القضية الصحراوية تحشد مزيدا من الدعم والتضامن، حيث نظمت جمعيات الجالية الصحراوية بالتعاون مع تمثيلية البوليزاريو ببلاد "الباسك" الاسبانية، وقفة احتجاجية أمام قنصلية المغرب بمدينة بلباو للتنديد بتواطؤ الحكومة الاسبانية والاتحاد الأوروبي مع الاحتلال المغربي وفضح حجم الانتهاكات المغربية المستمرة لحقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية المحتلة. وحضر الوقفة إلى جانب ممثل البوليزاريو بالمقاطعة محمد عالي سيد البشير، المسؤول المركزي للجاليات الصحراوية بأوروبا سيد أحمد الخراشي وممثلون عن جمعيات الجالية ومتضامنون مع قضية الشعب الصحراوي العادلة إلى جانب مشاركة أعضاء الجالية الصحراوية المقيمة بمدن بلاد الباسك والمناطق المجاورة. وتم خلال الوقفة التي تأتي تخليدا للذكرى ال 45 للوحدة والوطنية رفع الأعلام الوطنية الصحراوية وترديد الشعارات المندّدة بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة، وما يتعرض له الصحراويون العزل من حصار وتضييق واعتقال بسبب مواقفهم المطالبة بجلاء الاحتلال. وندّد المشاركون ب "التواطؤ المفضوح للحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي مع الاحتلال المغربي"، موجهين نداء للقوى السياسية والمنظمات الاجتماعية بصفة عامة "بالضغط على الأممالمتحدة وإسبانيا والاتحاد الأوروبي من أجل التدخل العاجل لوضع حدّ للتصعيد الهمجي للاحتلال، والتعجيل بوضع آليات تنهي الاحتلال غير الشرعي للإقليم وتمكن شعبه من تقرير المصير والاستقلال". من جهتها نقلت "ايكيب ميديا" عن منظمي المظاهرة أن المخابرات المغربية استنفرت عناصرها داخل القنصلية لتوثيق المظاهرة واستفزاز المشاركين فيها مؤكدين أنهم، أي المنظمين، "نجحوا في بعث رسالتهم بشكل عقلاني ومسؤول وهو التفاهم حول الجبهة الشعبية وتجندهم لخدمة أهدافها وأولها تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مهما كلفهم ذلك من ثمن".