❊المستقبل للصناعة التحويلية.. وضرورة بناء اقتصاد منتج ثمّن الوزير الأول عبد العزيز جراد أمس الأربعاء، الجهود المبذولة لمكافحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن "الوضعية الصحية لازالت حرجة ويتعين مواصلة بذل المزيد من الجهود للقضاء على هذه الجائحة"، رغم إقراره بأن المساعي المبذولة سمحت بالمحافظة على مستوى معقول من الإصابات بالفيروس، في ظل وجود نقائص لها علاقة بالدرجة الأولى بتراكم مشاكل قطاع الصحة. وأكد جراد لدى إشرافه على إطلاق اسم المجاهد المتوفي الدكتور بلقاسم حمديكن على المركز الجهوي لمكافحة السرطان بولاية باتنة أن الدولة "عازمة على إعادة الاعتبار" لمختلف مهن الصحة من أجل الرفع من مستوى وإمكانيات القطاع، بدءا من العون البسيط إلى غاية البروفيسور. وأفاد الوزير الأول الذي استمع مطوّلا لانشغالات الأطقم الطبية وشبه الطبية بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان، أن "فيروس كورونا وما خلفه من تداعيات أعطى درسا في التضامن بين أفراد الشعب الجزائري". وكانت المنطقة الصناعية كشيدة، محطة أخرى في زيارة رئيس الهيئة التنفيذية إلى باتنة، حيث دشّن مصفاة لتكرير الزيوت المستعملة بمؤسسة "سام إنديستري"، المنجزة في إطار استثمار خاص. وقال جراد بالمناسبة إن "المستقبل للصناعة التحويلية ونحن نعمل على تطهير مجال الاستثمار من الدخلاء من أجل تمكين الكفاءات من البروز". قبل ذلك كان الوزير الأول قد أشرف على تسمية حي 1000 مسكن من صيغة البيع بالإيجار للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره "عدل" باسم الشهيد "بن النوي السعيد". من جهة أخرى، أعطى الوزير الأول من بلدية عيون العصافير تعليمات ب "ضرورة مد التوصيلات الفردية للسكنات بالموازاة مع مد الشبكات الرئيسية الخاصة بالتموين بمياه الشرب". وأوضح جراد لدى إشرافه على وضع حيز الخدمة للشطر الاستعجالي لتدعيم منطقة وادي عبدي بمياه الشرب انطلاقا من سد كدية لمدور، أن هذا الإجراء يأتي "استجابة للانشغالات المطروحة على نطاق واسع من طرف سكان مناطق الظل". وكان الوزير الأول قد أشرف قبل ذلك، بمقر الولاية على تسليم مفاتيح 15 حافلة للنقل المدرسي لفائدة عدة بلديات، علاوة على توزيع صكوك 15 استفادة من قروض في إطار جهاز الوكالة الوطنية لدعم القرض المصغر. كما دشن جراد المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة بجامعة الشهيد مصطفى بن بولعيد "باتنة 2"، حيث أطلق عليها اسم وزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقا، الدكتور المرحوم عبد الحق رفيق برارحي. وثمّن جراد لدى تلقيه عرضا حول هذه المدرسة "العلاقة التي تربطها بالقطاع الاقتصادي عموما والصناعي خصوصا"، مشيرا إلى أن "الجامعة تتوفر على كفاءات أثبتت مهاراتها في مجالات التكنولوجيات الحديثة والرقمنة والذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة". تدشين مصنع التوربينات الغازية والبخارية الوزير الأول دشّن أيضا بالحظيرة الصناعية لعين ياقوت التي تبعد بقرابة 30 كلم عن مدينة باتنة، مصنع التوربينات الغازية والبخارية المنجز بشراكة جزائرية أمريكية بين مجمع سونلغاز وشركة جنرال إلكتريك الأمريكية. وقال جراد إن هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الأفريقي يندرج ضمن منطق ومقاربة ومنهجية تمكنها من التواجد في الطليعة، داعيا إلى "التعاون مع الشركاء في جميع المجالات لنحقق بهذا المنطق مصلحة الوطن، علاوة على دعم الطاقات والكفاءات الجزائرية لتمكينها من المشاركة في بناء اقتصاد ومنتج وطني ومن ثم تحقيق حلم الجزائر الجديدة". كما أعرب عن أمله في أن يبادر هذا القطب الصناعي الهام للتعاون مع الجامعة لاسيما المدرسة الوطنية العليا للطاقات المتجددة والبيئة والتنمية المستدامة، موضحا أن "نظرة الحكومة في مجال الصناعة هي السير نحو الانفتاح الحقيقي على هذا المجال وبناء شراكات رابح-رابح". وتحدث جراد عن أهمية "تبادل ونقل المعارف باعتباره سيسمح لطاقاتنا الوطنية بأن تكون في نفس المستوى مع نظرائها في دول أخرى"، مضيفا: "نحن مقتنعون بهذه الديناميكية الجديدة التي تسمح لبلادنا بإعادة التمركز على المستوى الدولي".