انطلقت أول أمس بقصر الثقافة، فعاليات الطبعة الأولى للأيام العربية للأنشودة والأغنية الوطنية، التي تنظم بالتعاون بين جمعية "مرح" للثقافة والشباب، والتنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وكذا اتحاد النساء الجزائريات بمشاركة عدة فرق جزائرية وعربية. وأشار رئيس "جمعية مرح"، بلقاسم شحاوة، في كلمته الافتتاحية، إلى أنّ الهدف الأساسي من تنظيم هذه التظاهرة الفنية والثقافية، هو تخليد الأنشودة الوطنية وترسيخها في أذهان الشباب وضمائرهم، وكذا تخليد ذكرى "عيد النصر" الذي جاء تتويجا لسنوات من الكفاح المسلح. التظاهرة جاءت أيضا - يضيف رئيس الجمعية - للوقوف خلف المترشح الحرّ عبد العزيز بوتفليقة، الذي استطاع، حسبه، إخماد نار الفتنة ولمّ شمل أبناء الوطن الواحد، كما استطاع أن يعيد للجزائر مكانتها في الداخل والخارج، وأعطى للمرأة المكانة التي تليق بها، وسعى دائما إلى الدفاع عن القضايا العادلة في العالم في مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية. من جهة أخرى، أشار المتحدّث إلى أنّ التظاهرة - التي تدوم ثلاثة أيام - فرصة لتجميع قوى الشباب المبدع بأشقائهم العرب، تجسيدا لأهداف الجمعية التي تسعى إلى ترسيخ الروح الوطنية واكتشاف وتشجيع المواهب الشابة وتكريم أعمدة الأنشودة الوطنية في الجزائر والعالم العربي، وكذا استحداث فضاء للتبادل والتواصل. من جانبه، أكّد أحمد قادة المنسق العام للتنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج الرئيس، أنّ اختيار مناسبة عيد النصر لتنظيم الأيام العربية للأنشودة والأغنية الوطنية، أمر ايجابي جدا يمنح المناسبة قيمتها الحقيقية ويخرس صوت المشوّهين الذين حاولوا - على حد تعبيره - لسنوات، التشويش على المناسبة. معتبرا بالمقابل، تفكير جمعية "مرح" في تنظيم أيام خاصة بالأنشودة الوطنية، التي لعبت دورا هاما في الكفاح إلى جانب السلاح وساهمت بشكل فعال في رفع الهمم، أمرا غاية في الأهمية. وقد شهدت سهرة الافتتاح، مشاركة العديد من الأصوات الفنية المؤدية للأنشودة الوطنية، في مقدمتها المطرب محمد العماري المعروف بأدائه للأغاني النضالية، وكذا وهيبة مهدي، بوعلام شاكر، الفنان دحماني، الذي جاء من فرنسا لتمثيل الجالية الجزائرية في الخارج، والفنان نور الدين الجزائري... أمّا المشاركة العربية، فتجسدت في الفرقة الفلسطينية "المنهل" التي تضم 12 شابا فلسطينيا جمعتهم الأقدار بعد أن جاؤوا من غزّة للدراسة بالجزائر، فقرّروا تكوين فرقة فنية استجابة لفكرة رئيس الفرقة الزويدي كرم، الذي أكّد في تصريح ل "المساء"، أنّ الهدف الأساسي من تكوين هذه الفرقة التي تنشط منذ أربع سنوات، هو إحياء التراث الموسيقي الفلسطيني، لا سيما "الدبكة" الفلسطينية. مضيفا أنّ مشاركتهم في هذه المناسبة جاءت اعترافا بفضل الجزائر، التي يعتبرها شخصيا، الملجأ الأكثر أمنا وسلاما للفلسطينيين في العالم العربي. ومن الفرق العربية المشاركة أيضا، الفرقة الصحراوية "نجم البوليزاريو"، في انتظار أن تنضمّ إلى المجموعة فرقة "الفن" من العراق والفرقة الوطنية السودانية خلال أيام التظاهرة لإحياء سهرات الفنية التي يحتضنها قصر الثقافة ابتداء من السادسة مساء. وإلى جانب الأنشودة، ستكون للتظاهرة وقفات مع الشعر عبر ترنيمات الفنانة فوزية لرادي وعلي بوناب. يذكر أنّ التظاهرة ستختتم غدا بمشاركة فرقة الطفولة والمسرح، فرقة المنهل، دحماني، ندى الريحان، أرزقي بوزيد، محمد سليم وغيرهم.