تعود، مع بداية هذا الأسبوع، الحياة إلى المشهد الثقافي الوطني، بعد ركود شبه تام شهدته الساحة بالموازاة مع انطلاق العرس الكروي العالمي الذي تحتضنه جنوب إفريقيا، وذلك من خلال تنظيم عدة نشاطات ومهرجانات ثقافية وأخرى فينة، بمختلف ولايات الوطن، بعد استفاقة الجماهير الجزائرية من حلم تأهل الخضر إلى الدور الثاني كانت الأجندة الثقافية، في الأسبوعين الماضيين، خالية من أي نشاط ثقافي هام، عدا النشاطات الأسبوعية التي اعتادت بعض المؤسسات الثقافية والجمعيات الناشطة في الحقل الثقافي على تنظيمها طوال أشهر السنة، لكن حتى تلك النشاطات كلقاء "أربعاء الكلمة" الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر العاصمة، والنشاط الأسبوعي لجمعية الجاحظية، كانا يشهدان غيابا شبه تام لزواره المعتادين من مثقفين وإعلاميين وكتاب، وذلك لارتباط هؤلاء بمواعيد مباريات مونديال جنوب إفريقيا وخاصة مباريات المجموعة الثالثة التي كانت تضم منتخبنا الوطني، والتي جعلت الشارع الجزائري يعيش بتوقيت مونديال القارة الإفريقية. ستنطلق مع بداية الشهر المقبل، فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني للأغنية الحالية، الذي ستحتضنه ولاية برج بوعريريج، من1 جويلية إلى غاية 6 جويلية الداخل، وذلك بعد النجاح الذي حققته الطبعتان الثالثة والرابعة، إذ يراهن منظمو المهرجان على جلب جمهور قياسي خلال الطبعة الحالية له، خاصة أنها تتزامن مع الظهور المشرف للفريق الوطني الذي شارك مؤخراً في مونديال جنوب إفريقيا وخرج من الدور الأول، حيث سيغني أغلب الفنانين الذين سيشاركون في فعاليات هذه التظاهرة، أجمل الأغاني الوطنية والرياضية التي أطلقت قبل انطلاق هذا العرس الكروي الكبير. وكان قد كشف محافظ المهرجان نزيه بن رمضان، في حديث سابق ل"الفجر"، عن تهيئة جميع الظروف الخاصة بنجاح هذه التظاهرة التي يجرى حاليا على التفاوض لنقلها عبر الشاشات الكبيرة لمختلف ولايات الوطن، كالعاصمة، سطيف، وهران، وذلك لما تحمله الطبعة من نشاطات كبيرة، ستميزها الأسماء اللامعة في مجال الأغنية الوطنية، وخاصة أغنية الراي التي تستقطب العديد من الشبان الجزائريين. وبعد أقل من يومين من اختتام فعاليات هذه التظاهرة، تنطلق بولاية باتنة، فعاليات الطبعة الجديدة لمهرجان تيمڤاد الدولي، بمشاركة لامعة لعدة أسماء فنية وطنية وعربية، حيث يرتقب أن يشارك في هذه الدورة التي ستمتد من 7 إلى 15 جويلية، مجموعة من مطربي الاغنية العربية، مع تأكّد مشاركة النجمة التونسية لطيفة العرفاوي، واحتمال حضور نجم الأغنية اللبنانية مروان خوري. كما ستنطلق، مع بداية الشهر الداخل، فعاليات مهرجان الثقافي الوطني لمسرح الطفل الذي ستحتضنه ولاية خنشلة خلال الفترة الممتدة بين 5 إلى 12 جويلية القادم، بمشاركة عدة فرق مسرحية من الجزائر وبعض الدول العربية الشقيقة الأخرى، كسوريا، فلسطين، حيث ستكون ولاية خنشلة على موعد مع فعاليات المهرجان الثقافي الوطني لمسرح الطفل في طبعته الثالثة، والذي سيشهد مشاركة عديد الفرق المسرحية الوطنية، التي سبق لها أنّ شاركت في عدة مهرجانات وتظاهرات ثقافية محلية ووطنية. وستعود عدة مؤسسات ثقافية أخرى إلى نشاطاتها السنوية المعتادة، بعد ركود دام لأيام، حيث سينظم المجلس الأعلى للغة العربية، ندوة وطنية حول "إمكانيات الاستفادة التطبيقية من البحوث اللغوية في الجامعة الجزائرية"، صباح اليوم بالعاصمة، فيم نسجل عودة النشاطات الخاصة بالبالي الوطني، ومؤسسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وكذا مؤسسة فنون وثقافة، إلى واجهة النشاطات الثقافية، لكسر الركود الذي شهده الوسط الثقافي في الفترة القليلة الماضية، بعدما ضبط كل الجزائريين مواعيدهم مع موعد الخضر.