ينظم الشاعر محمد بوثران الظافر بالعديد من الجوائز في الشعر، مسابقة بعنوان "الرسالة الشعرية"، موجهة للشعراء الجزائريين الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة، وقد حدد آخر تاريخ لإرسال القصائد بالخامس ديسمبر المقبل. كتب محمد بوثران في صفحته الفايسبوكية، أنه في هذا العام الاستثنائي الذي غير وجه العالم، وأغلق الأبواب في وجه الإنسان المحب للأدب والثقافة، فلا الملتقيات تُقام، ولا المنابر تصدح بالقصائد العذبة، ولا القاعات عامرة بالمتلقي، وسعيا منهم لبعث الروح في الساحة الأدبية، بعد ركود اضطراري طال أمده، جاءت "جائزة الرسالة الشعرية" لتضيء ليل القصيدة كشمعة في العتمة، وتفتح المجال أمام الشعراء للتباري في ميدان الكلمة. أضاف أن هذه الجائزة مبادرة شخصية منه وبتمويلٍه، لتسليط الضوء على التجارب الشعرية التي لم تنل حظها من الظهور على الساحة الوطنية، ولم تتح لها الفرصة لتثبت نضج تجربتها الشعرية وتميزها، والجائزة مفتوحة للشعراء الجزائريين الذين لا تتجاوز أعمارهم 45 سنة، على أن تكون القصيدة من الشعر الخليلي الموزون (العمودي وشعر التفعيلة)، حيث يُشترط في القصيدة العمودية أن يكون عدد أبياتها بين 10 إلى 20 بيتا. وأن لا يتجاوز عد أسطر التفعيلية 40 سطرا، ولم يسبق للقصيدة المشاركة أن فازت بجائزة شعرية من قبل، فيما لم يحدد موضوع القصيدة. وحدد تاريخ الخامس من ديسمبر، آخر أجل لاستلام المشاركات، كما يُعلن عن نتائج المسابقة في اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر المقبل، في حين تُرسل القصائد للمشاركة على بريد صفحة الفايسبوك الخاصة بالشاعر محمد بوثران. يتحصل الفائز بالجائزة الأولى على ثلاثة ملايين سنتيم، والفائز بالجائزة الثانية بمليوني سنتيم، أما الذي ينال الجائزة الثالثة فيتحصل على مليون سنتيم. كما يحصل كل فائز على 03 نسخ مجانية من المجموعة الشعرية. ويحصل أصحاب القصائد ضمن القائمة الطويلة على نسخة من المجموعة. في حين تُطبع 100 نسخة من المجموعة مبدئيا، ويمكن مضاعفة العدد ومعه تتضاعف عدد النسخ المجانية لكل مشارك. سيتم نشر أعمال القائمة الطويلة (15 نصا إضافة للنصوص الفائزة ودراسات نقدية مرافقة لها) في مجموعة شعرية تؤرخ للجائزة عن دار (كلاما للنشر والتوزيع). في المقابل، تتشكل لجنة التحكيم من الشاعر ربيع السبتي، رئيسا. والأستاذ الشاعر فارس بيرة، عضوا. والأستاذ شمس الدين بوكلوة، عضوا. كتب محمد أيضا عن الدافع من تنظيم هذه الجائزة، فقال إنه منذُ أكثر من عام وهو يفكر في طريقةٍ لإعادة مجد الشعر في هذا الزمن الهش، الذي لا يحفل إلا بالماديات، تحديدا يوم تتويجه بجائزة المنارة الشعرية، حيث رأى ذلك الالتفاف الجماهيري الرهيب حول الشاعر، أناسٌ بسطاء من كامل الوطن اتصلوا به ليباركوا له، ويشاركوه فرح اللحظة. تابع "من حيث أمر، أسمع في الشارع صدى (غداة أذن رب الناس) ترجعه الجدران والأسقف العالية، وحيث أدخلُ يُشار إلي بأني صاحب القصيدة، صرتُ أنسب لها وتُنسب لي كأب وابنه، ولأجل كل ذلك كان لزاما مني أن أعيد بعض فضل الشعر علي، وأن أقتسم لحظة القصيدة مع غيري من الشباب الذين ينتظرون فرصة كفرصتي، ليملأوا السماء شعرا جميلا ينافس تغاريد الطيور المحلقة في الآفاق". أضاف أن المبتغى من تنظيم هذه المسابقة، تحقيق القصيدة والشعر، ولتجعله حديث العام والخاص، كلما هدأت الأصوات من حوله، المنابر خالية تلوذ بصمتها الاضطراري، والكراسي الشاغرة لا تنتظر أن تشغلها الجماهير التواقة، لذلك كان على محمد ورفقائه من الشعراء البحث عن فضاءات جديدة تحتوي الشعر، ويحلق فيها عاليا، ورغم بساطة الجائزة، "فنحن نأمل أن تكون خطوة أولى لنهضة حقيقية يساهم فيها الجميع، ولا يستفيد منها إلا المتلقي الحقيقي الذي تُبهجه القصيدة، وتسكن روحه حين تُلقى عليها"-يضيف محمد-. تابع مجددا "ستنتصر الجائزة للشعر ولا شيء غير الشعر، وسينالها الشعراء الذين يمنحون الشعر من روحهم ويحترقون ليضيء، ولن تكون الأخيرة حتما، إنها كما قلت خطوة أولى صغيرة، في انتظار خطوة كبيرة نخطوها جميعا في سبيل الوصول إلى نص خالد يكتبنا جميعا، فنقول لما يصمت الشاعر عنه "لولا النبوءة كان الشعر قرآنا". للإشارة، فاز الشاب محمد بوثران بالعديد من الجوائز، وهي جائزة الشارقة للإبداع العربي 2020. جائزة المنارة الشعرية في وصف جامع الجزائر 2018. جائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية الجزائرية فرع الشعر 2016. جائزة الإذاعة الثقافية لأفضل قصيدة شعرية 2016، وجائزة فتحي هلالي للشعر بباريس 2015. كما صدر له ديوان "كفن واحد وأكثر من قبر"، عن هيئة الشارقة للثقافة والإعلام، 2020. ورواية "السقوط لأعلى" عن دار "الجزائر تقرأ"، 2018.