بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبيووزراء التعليم العالي والتضامن والسكن والعمران وكذا والي العاصمة عبد القادر زوخوفي كلمته أكد رئيس لجنة تحكيم الجائزة الدكتور عبد الله العشي، أنه قد تم تسلم 1120 قصيدة اختير منها 614 قصيدةمطابقة للشروط وأغلب المشاركات كانت من العاصمة وذلك ب88 مشاركة، ثم المسيلة ب31 ثم بسكرة ب26 قصيدة، وكذلك من ديار المهجر بقصيدة واحدة وهذا في مدة شهرين فقط، مضيفا أن اللجنة قد أعجبت جدا بمستوى الأعمال التي أغلبها أقلام شابة. ووعد بأن تطبع أعمال هؤلاء في ديوان شعر، بينما وعد وزير السكن عبد الوحيد طمار بنقش القصائد الفائزة في صحن المسجد الأعظم بالمحمدية.وفاز الشاعر الشاب محمد بوثران من مواليد أوت 1993 ببين الويدان بسكيدة بالجائزة الأولى عن قصيدته "كأنّهُ هو" التي يقول فيها "منارةٌ يستدلُّ التائهون بها ..في البرّ والبحر، حصنٌ دون مِتراسِ"، بينما كانت الجائزة التشجيعية الأولى من نصيب ابنة المنيعة فتيحة معمري المولودة في شهر أوت 1983 عن قصيدتها "المنارة" التي اختارت مطلعها "بإذْنِ ربِّكَ مرْفُوعًا ومُتَسِعَا .. وسْطَ الجَزَائِر بَيْتٌ للهُدى رُفِعَا"، فيما تُوجت الشاعرة والمحامية سميرة بن عيسى من مواليد أكتوبر ببسكرة بالجائزة التشجيعية الثالثة عن قصيدتها "تجليات النّور" حيث تبدؤها ب«تتراقصُ الكلماتُ في جَنَباتها..مدَدًا من الغيمِ القديم يُعَمَّدُ". ومباشرة بعد التتويج قرأ الفائزون مقاطع من قصائدهم.ويعتبر محمد بوثران -إلى حد ما- متعودا على الجوائز، حيث فاز بجائزة الإذاعة الثقافية وكذلك جائزة علي معاشي سنة 2016 عن مجموعته الشعرية "العاشق الذي ضيع حلمه مرتين"، وهاهي اليوم جائزة جديدة تزيد من عزيمته وإصراره وكذلك مسؤوليته أمام الشعر واللغة.تم بالمناسبة أيضا -التي حضرها وزراء وإطارات الدولة- تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة راعي الجائزة وتسلم الهدية مستشار الرئيس من قبل المدير العام للإذاعة الجزائرية شعبان لوناكل والأمين العام بوزارة الإتصال عبد القادر العلمي. وتضمن اللقاء أيضا عرض أشرطة مصورة عن الجامع الأعظم ولقاءات ومداولات لجنة التحكيم خلال عملها بمقر الإذاعة الوطنية.وكتب الشاعر الفائز محمد بوثران على صفحته الرسمية فيسبوك بعد تتويجه بالجائزة يقول "دعواتُ أمي تبلغ السماء، وتفتح أبوابها.. بحمد الله وفضله، وُفقتُ هذا المساء لأكون ضمن الفائزين بجائزة المنارة الشعرية، وصاحبَ القصيدة التي ستُنقش حروفها على جدارية جامع الجزائر.وأنا أستلمُ الجائزة، استعدتُ في مخيلتي الكثير من الذكريات التي تزاحمتْ في القلب منذ أول محاولة في كتابة الشعر، إلى آخر بيتٍ كتبتُه، فشكرتُ الله الذي ألهمني روح الكلمة لأنحتَ بها بيوتا تسع الجميع. وإذا كان لي أن أتمنى شيئا فكل ما أتمناهُ أن تتحقق نبوءات القصيدة، فما سمّيت الجوامع بهذا الاسم إلا لأنها تجمع القلوب قبل الأجسام، وما علَت المآذنُ إلا لتنشر السكينة في نفوس الناس، وما كانَ الشّعرُ إلاّ ليُوجِّه الأبصار إلى ما احتجبَ عنها، وليفتح باب الحبّ على مصراعيهِ، ففي البدءِ كانت الكلمة، وستظلّ حتى يرث الله الأرض ومن عليها. ولأن الوسطية والسلم والمحبة أهمّ القيم التي يدعو لها ثالث أكبر مساجد العالم، فإني أريدها فرصة لإعادة إصلاح ما أفسده الدهر، ولكم سعدتُ بالأستاذ الشاعر لخضر فلوس الذي دخل تحت الكساء محتفيا بالحب وهو يوبّخني على طيشي، لأن توبيخه وإن دلّ على شيء فإنه يدل على رضا الأب على ابنه، ولأن الأستاذ سليمان بخليلي أثبت لي أن قلبه أكثر طيبة مما اعتقدت، إذ كان السبّاق للتهنئة متجاوزا عمّا حدث ذات سوء فهم بيننا، فإنه يستحق أن يكون أول شخص أعتذر له بصدقٍ أمام الجميع عن كل شيء حدث، كما أعتذر من جميع الطيبين الذين جمعتني بهم هموم الحرف وأحلامه طيلة ستّ سنواتٍ من الخروج إلى الضوءِ حيث أذكرُ بفرحٍ أول جائزة حصلتُ عليها، وهي الجائزة نفسها التي عرّفتني بالشاعر ربيع السبتي الذي يستحقّ كل الحبّ فهو من أخرج هذا المارد من قمقمه. شكرا للطيّب محمد صالح مقدّم الحفل، الذي ألبسني برنوسه، ومنحني هذه الرمزية، وأعده أني سأجعله جائزتي الأكبر، لأنه جائزة الحب، والودّ. وقبل أن أصل إلى نقطة النهاية مطمئِنا، أقولُ لجميع من بارك لي، وسيباركُ؛ شكرا بحجم العالم. ولمن سيعاتبني لأيّ سبب كان؛ شكرا بحجم العالم أيضا.وبعد نقطة النهاية، لا بدّ أن أقول لشمس الدين بوكلوة أغلق الباب جيدا، إنه وقت الاحتفال يا أقرب الشعراء لنبض القلب، أغلق الباب وقل لقلبك شكرا.ومن لم أقل له شكرا، فإني أقولها في القلب".يُذكر أن جائزة المنارة الشّعرية في وصف جامع الجزائر من تنظيم الإذاعة الجزائرية بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث تقدر هذه الجائزة ب1 مليون دينار، في حين تقدر الجائزتان التشجيعيتان ب500 ألف دينار. ويعتبر جامع الجزائر الذي بدأت الاشغال به في 2012، أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. ومن المرتقب -حسب ما كشف عنه وزير الشؤون الدينية محمد عيسى سبتمبر الماضي- تسليم الجامع نهاية 2018 أو بداية 2019.