أكد وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك أمس عن التحاق آلاف الصحراويين المتطوّعين بصفوف القوات الصحراوية لمواجهة العدوان المغربي بمنطقة الكركرات العازلة التي تشهد انزلاقا عسكريا خطيرا بعد خرق المغرب اتفاق وقف إطلاق النار. وقال ولد السالك إن "آلاف المتطوّعين التحقوا بالمناطق العسكرية وأن مئات آخرين عززوا صفوف المدارس العسكرية" في تأكيد على إصرار صحراوي على الرد على الاعتداءات المغربية ضد المدنيين الصحراويين بالمنطقة العازلة. وكشف وزير شؤون الأراضي المحتلة والجاليات الصحراوية، محمد الولي أعكيك، من جهته أن الاحتلال المغربي يواصل "حملاته العدوانية الشرسة" باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة في مسعى لإخماد صوت المقاومة في ظل فرض حصار إعلامي للتعتيم على حقيقة الأوضاع. وقال الوزير الصحراوي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن الأوضاع في الأراضي المحتلة تختلف تماما عن الأوضاع في سائر الاراضي الصحراوية المحررة بعد اندلاع العدوان العسكري المغربي على المتظاهرين السلميين الجمعة الماضي في منطقة الكركرات في انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار الموقع في 1991. وأكد أن السكان الصحراويين بالمدن المحتلة لم يسلموا من قمع السلطات المغربية سواء بمدينة العيون أو الداخلة أو سمارة وحتى بوجدور، موضحا أن الاحتلال المغربي أبدى "تخوفا كبيرا" من ردة فعل المواطنين خاصة فئة الشباب منهم بهذه المناطق ما دفع بتعزيزات عسكرية وأمنية ومخابراتية غير مسبوقة. ولم تتوقف قوات الاحتلال المغربية منذ الجمعة الماضي عن استخدامها للقوة المفرطة ضد الشباب الصحراوي عبر حملة مطاردات في الشوارع لمنع أي تجمهر شعبي ناهيك عن شنّ حملات اعتقال واسعة وأسر خمسة مواطنين في مدينة العيون، بالإضافة إلى أعداد الصحراويين الذين تم اعتقالهم والتحقيق معهم ليطلق سراحهم فيما بعد بينما تم رمي آخرين في الخلاء بعد تعريضهم لشتى أنواع التعذيب. وتأسف المسؤول الصحراوي، كون "الخطط الجهنمية التي يستخدمها المحتل المغربي لم تقتصر على محاصرة المدن ومتابعة الشباب في الشوارع والأزقة، بل بلغت إلى حد حصار وانتهاك حرمة منازل المناضلين والمناضلات الصحراويين المعروفين من خلال فرض حصار مطبق عليهم وتسليط حراسة مباشرة ولصيقة ومتابعة كل تحركاتهم لإعادتهم إلى منازلهم ومنعهم من مغادرتها. وأكد أنه نظرا "للتعتيم الإعلامي المفروض على المدن المحتلة فلم يصل من هذه المطاردات والمضايقات إلا القليل جدا من الفيديوهات التي يتم تصويرها خلسة من النوافذ والشرفات". ورغم كل هذه الخروقات، فقد شدّد الوزير أعكيك القول إن الصحراويين في المناطق المحتلة "ملتزمون بالمطالبة بوقف الاحتلال والاستقلال"، مبرزا أنه "بالرغم من كل الإجراءات القمعية التي يمارسها المحتل المغربي وأساليب القوة التي يستعملها فإن المناضلين يبتكرون طرقا لتنظيم مسيراتهم والتعبير عن رفضهم لهذا الاحتلال وممارساته". بالتزامن مع ذلك تستمر موجة التنديد بالعدوان المغربي على المدنيين الصحراويين العزل بالكركرات بالمنطقة العزلة في خرق فاضح لبنود وقف إطلاق النار المعلن بين جبهة البوليزاريو والمغرب منذ 29 سنة. وفي هذ السياق أعرب مجلس الشباب الإسباني في بيان له عن شجبه نسف دولة الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار وأدت إلى اندلاع المواجهة المسلحة في المنطقة بين قوات الاحتلال المغربي وجيش التحرير الصحراوي، داعيا إلى وقف الحشد الذي يقوم به الجيش المغربي في الكركرات غير الشرعية. وطالب البيان من المجتمع الدولي العمل على ضمان حقوق الشعب الصحراوي في إطار استكمال عملية إنهاء الاحتلال المغربي لأجزاء من أراضي الصحراء الغربية، وفق ما تنص عليه قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بتصفية الاستعمار. من جانبه استنكر اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي استمرار المغرب احتلاله لأجزاء من الصحراء الغربية ومنعه الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير في خرق تام للقانون الدولي، داعيا كل المنظمات الشقيقة لتوعية شعوبها حول حقيقة هذا الاحتلال ومضاعفة التضامن مع قضية الصحراء الغربية. كما أدانت عدة نقابات إسبانية بشدة الاعتداء العسكري المغربي على المدنيين الصحراويين في منطقة الكركرات وطالبت بتحديد موعد لإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية.