أذعن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أخيرا للأمر الواقع الانتخابي مقرا بطريقة ضمنية هزيمته التي رفض الإقرار بها بعد أن أعطى الضوء الأخضر مكرها للشروع في إجراءات العرف الأمريكي لنقل السلطة لخليفته المنتخب جو بايدن. وجاء اعتراف الرئيس ترامب بعد قبضة حديدية مع منافسه الذي رفض حتى تهنئته وراح يطعن في شرعية انتخابه بدعوى تزوير الأوراق الانتخابية في عدة ولايات رئيسية في المعادلة الانتخابية الأمريكية. وقال ترامب في تغريدة على حسابه على موقع "تويتر" مع ذلك، ومن أجل مصالحة أفضل لبلادنا أوصى الوكالة الحكومية المكلفة بنقل السلطة بالقيام بما هو ضروري فيما يتعلق بالبروتوكولات.. وطلبت من فريقي القيام بنفس الشيء "دون أن يمنعه ذلك من مواصلة ما وصفها ب«معركة عادلة" لتأكيد قناعته بحدوث عمليات تزوير ضمن سابقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية. ولم يخف الرئيس المنتخب جو بادين ارتياحه لتغريدة، ترامب وقال "أنا في حاجة إلى فريق يكون مستعدا منذ اليوم الأول" يتكون من "شخصيات ذات خبرة وأثبتت قدرتها في مواجهة الأزمات". وشرع بايدن في إعداد فريقه الحكومي ضمن تحضيراته الجارية لدخول البيت الأبيض في 20 جانفي القادم حيث كشف عن قائمة بأسماء عدة شخصيات خدمت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما على غرار أنطوني بلنكن كاتب الدولة الأمريكية المستقبلي أو جانيت يلين في الخزينة. كما يعود كاتب الدولي الأمريكي الأسبق جون كيري إلى دواليب الحكم في واشنطن بصفته مبعوثا خاصا للرئيس الأمريكي مكلف بقضايا المناخ بما يؤكد الأهمية التي يوليها الرئيس الأمريكي القادم لهذا الملف وهو الذي سبق ووعد بإعادة الولاياتالمتحدةالأمريكية للانضمام لاتفاقية باريس للمناخ التي انسحب منها الرئيس، ترامب. كما عين بايدن أيضا جيك سوليفان أحد أقرب معاونيه، والذي عمل ضمن فريق حملة هيلاري كلينتون عام 2016 ومنصب مستشار للأمن القومي في إدارة باراك أوباما، مستشارا للأمن القومي. كما اختار ليندا توماس غرينفيلد التي تولت في وقت سابق منصب مساعدة في وزارة الخارجية لشؤون إفريقيا في عهد أوباما بين سنتي 2013 و2017، سفيرة في الأممالمتحدة. وعين أفريل هاينز رئيسة للاستخبارات الوطنية لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب، بينما عين أليخاندرو كايوركاس وزيرا للأمن الداخلي، وهو أول أمريكي مهاجر من أصول لاتينية يتولى هذا المنصب الحساس. ويتأكد في سياق هذه التطوّرات على الساحة السياسية الأمريكية بأن الديمقراطي، جون بايدن أصبح بما لا يدعو مجالا للشك الرئيس ال46 للولايات المتحدة في حقيقة شرعت حتى دول وأطراف خارجية في التعامل معها وطيها لصفحة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب الذي حكم الولاياتالمتحدة لعهدة واحدة. وفي هذا السياق أجرى كل من رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية محادثات هاتفية مع جو بايدن باعتباره الرئيس الأمريكي المنتخب دعوه من خلالها لزيارة بروكسيل لحضور "اجتماع خاص" العام المقبل. وكتب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، في حسابه على "تويتر" أن هذه الدعوة تهدف إلى بناء تحالف قوي بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة"، وإعادة الدفء إلى علاقات أصيبت بجمود تام خلال عهدة الرئيس المغادر، الذي اعتبر الاتحاد الأوروبي "عدوا". ودعا ميشيل بدلا عن ذلك إلى شراكة قوية بين ضفتي الأطلسي تكون "أكثر صلابة لحماية مواطنينا وإنعاش اقتصاداتنا ووقف ظاهرة تغير المناخ وتوفير عالم أكثر أمانا". وغردت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسيلا فون دير لاين على تويتر "هنأته بالفوز وقالت إنها بداية جديدة للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة". وقالت إن "اتحاد أوروبي قوي وولايات متحدة قوية يعملان معا، يمكن أن يصوغا الأجندة العالمية على أساس التعاون والتعددية والتضامن والقيم المشتركة". كما تواصل جو بايدن مع ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الذي يتخذ من بروكسل مقرا له وأعرب عن سروره لتمكنه من العمل "بشكل وثيق معه" قصد التحضير لاجتماع قادة الحلف في العام 2021. وحتى العالم الاقتصادي الأمريكي شرع في طي صفحة ترامب بمن فيهم رجال أعمال كانوا مقربين منه بدأوا تحضيراتهم للتعامل مع إدارة بايدن وهو ما بدا جليا في موقف رئيسة "جنيرال موتورز" ماري بارا التي تراجعت عن دعم معركة بادين للبيت ضد معايير تلوث السيارات التي أقرتها ولاية كاليفورنيا، مؤكدة أنها "متوافقة تماما" مع أهداف الرئيس المستقبلي فيما يتعلق بالمركبات الكهربائية. وكان عديد كبار رؤساء المؤسسات والفدراليات المهنية على غرار المدير العام لشكرة الطيران "سكوت كيربي" وحتى الغرفة الأمريكية للتجارة سارعوا لتهنئة بادين في السابع نوفمبر عندما أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية فوزه بالرئاسيات.