كثر الحديث عن مدى قدرة الأندية على تطبيق تدابير وتعليمات الوقاية التي يتضمنها البروتوكول الصحي؛ بهدف محاربة الفيروس "التاجي" في ظل التزايد المستمر لضحاياه في الجزائر. وكان لقاء الكأس الممتازة بين شباب بلوزداد واتحاد الجزائر، اختبارا حقيقيا للفاعلين في الكرة الوطنية، للوقوف على مدى جاهزية الأندية لتطبيق التدابير الصحية المفروضة، قبل الدخول في الأمور الجدية، التي ستنطلق مع البطولة الوطنية بصيغتها الجديدة؛ بتواجد 20 ناديا يتنافسون طوال 38 جولة. وفي تصريح له، أكد توفيق قريشي، مدير القطب التنافسي لشباب بلوزداد، أن جميع أندية المحترف الأول، ستواجه صعوبات كبيرة لتطبيق تعليمات البروتوكول الصحي واحترامه، مستندا إلى تجربة لقاء الكأس الممتازة، التي كانت بمثابة "البث التجريبي". وقال: "من خلال هذه المقابلة شعرنا بصعوبة تطبيق وتسيير البروتوكول الصحي طوال الموسم الرياضي. لقاء الكأس الممتازة كان موعدا كرويا خاصا، أجري بملعب 5 جويلية الكبير، وبتنظيم من الرابطة المحترفة، وبحضور السلطات العليا. ورغم كل هذا شاهدنا صعوبات في السيطرة على سيرورة البروتوكول، فما بالك بمباريات البطولة!". وأضاف مستغربا: "شخصيا أطرح نقطة استفهام كبيرة حول مصير تنفيذ واحترام البروتوكول الصحي خلال 38 جولة". ومن أهم النقاط التي يحتويها البروتوكول الصحي الخاص بفيروس كورونا تحسبا لاستئناف بطولة الرابطة المحترفة الأولى، إجراء كل فريق اختبارات التفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) للاعبين والطاقم الفني، قبل 72 ساعة من كل مباراة. والمعلوم أن نتائج التحليل تبقى صالحة في وقت إجرائه وفقط؛ إذ يمكن أن يصاب اللاعب بالعدوى قبل ظهور النتائج في حال اختلاطه بشخص مصاب، ومن هنا يجب على النادي أن يفصل لاعبيه عن العالم الخارجي مباشرة، بعد إجرائه تحليل "بي سي آر"، إلى غاية يوم المباراة. ومن جهته، يستعد الصاعد الجديد شبيبة سكيكدة للعودة إلى قسم الأضواء بعد غياب 33 سنة، في ظل وضعية خاصة جدا بفعل تأثيرات جائحة كورونا. وأفاد نائب رئيس مجلس الإدارة عبد الرحمان لمايسي، بأن تطبيق البروتوكول الصحي الذي فرضه "كوفيد-19"، هو "وضعية جديدة" علينا، و"صعبة" في نفس الوقت، "لكننا لا نمتلك الخيار، و«مضطرون للتعامل مع هذه الوضعية"، حيث أخذنا بعين الاعتبار هذا الجانب، "مضيفا: "نعمل على تطبيق البروتوكول وفق متطلبات الاتحادية، لكن، صراحة، المأمورية صعبة للامتثال الكامل لمحتوياته، سواء من ناحية إيواء اللاعبين، أو من ناحية صعوبة مراقبتهم؛ لتفادي الإصابة بالعدوى". الأندية تشتكي والرابطة ترتدي ثوب "المنقذ" ويبدو أن تنفيذ البروتوكول الصحي سيثقل كاهل الأندية الجزائرية من الناحية المادية، خاصة بالنسبة للفرق التي تفتقر للإمكانيات، حيث اضطرت لتخصيص ميزانية إضافية لمجابهة هذه الأزمة الصحية، قبل أن تعلن الرابطة المحترفة عن استعدادها للتكفل بتحاليل "بي سي آر"؛ إذ إن رئيس رابطة كرة القدم المحترفة عبد الكريم مدوار، أكد، الجمعة الفارطة، استعداد هيئته للتكفل باختبارات الكشف عن فيروس كورونا طيلة الموسم؛ "أي بمعدل 1000 اختبار لفائدة اللاعبين والأطقم الفنية في الجولة الواحدة، بشروط"، داعيا السلطات العمومية لإنجاح هذه الخطوة من خلال توفير هذا النوع من الاختبارات على مستوى كل ولاية.