يتساءل الدكتور سليمان إبراهيم العسكري، رئيس تحرير مجلة "العربي"، عن حقيقة أوضاع المرأة في العالم العربي، بعد مرور ستين عاما على اعتراف العالم بقضايا حقوق الإنسان، وهل يمكن لوضع المرأة العربية الراهن أن يعبّر عن تمتّعها بكامل حقوقها، أم أنّها ما زالت تعاني التمييز والمشكلات التي تعرقل دورها الأساسي في المجتمع كطرف أصيل في تنمية المجتمع الذي تنتمي إليه؟ جاءت هذه الأسئلة وغيرها، في حديث الشهر الذي يفتتح به رئيس تحرير "العربي" موادها الدسمة كالعادة، وتحت عنوان "المرأة في العالم العربي"، أشار العسكري إلى ظاهرة تعدّد الزوجات، وأوضح أنّ تنمية المرأة تنمية للمجتمع، وتوقّف عند العنف ضد المرأة، والتحرّش بها في الطرقات وبعض أماكن العمل، والتزام الدولة والتشريع، وإشكالية الحشمة أو ما يتعلّق بقضية الحجاب، وغيرها من الموضوعات الملحة وذات الشأن في هذا الخصوص. ومن القضايا الأخرى التي يطرحها عدد أبريل (605) من مجلة "العربي"، قضية التربية وثقافة الحوار التي يناقشها الكاتب السوري، الدكتور فايز نايف القنطار، بينما تناقش الدكتورة سامية حسن الساعاتي، قضية الفضائيات وثقافة الاستهلاك. مشيرة إلى سمات الثقافة الاستهلاكية، والطفل والاستهلاك، وماذا يفعل الإعلان. وعن قضايا المستقبل، يأخذنا العالم الأنثروبولوجي، الدكتور أحمد أبو زيد، إلى صور المستقبل وإرادة التغيير، متوقّفا عند خبرات الماضي وقرارات المستقبل، وكيف نعيش الحاضر، والرغبة في التغيير، بينما يحدّثنا الدكتور يحيى الجمل عن العقد الاجتماعي.. موضّحا أنّ شعوب مجتمعنا العربي تحتاج إلى عقد اجتماعي يلجم السلطة ويحمي الحرية، كما تأخذنا الشاعرة الكويتية المعروفة سعدية مفرح إلى الشاعر ابن الرومي عربي البيان المتشائم، ثم تقدّم اختياراتها لأبيات من ابن الرومي على مدى الساحات الخالية من صفحات "العربي". ويتجوّل أشرف أبو اليزيد في واحة سيوة المقدّسة، ويقدّم الفنان سليمان حيدر مجموعة من الصور الصافية عن تلك الواحة المصرية الرائعة في سماتها وصمتها، بينما يتجول الدكتور عادل زيتون في الحضارة العربية الإسلامية، من خلال قراءة في قصة التدهور والانحطاط، ويلتقي الكاتب اللبناني جهاد فاضل الشاعر عبد العزيز محي الدين خوجة وزير الإعلام والثقافة بالمملكة العربية السعودية في الباب المتميّز "وجها لوجه". ويواصل الناقد الدكتور جابر عصفور كتابة أوراقه الأدبية، ويتحدّث في أوراق العدد الجديد عن المقموع الذي يستمر في السخرية.. معلّقا بذلك على قصيدة الشاعر أمل دنقل "من مذكرات المتنبي في مصر"، بينما يتوقّف الكاتب اللبناني جميل قاسم عند الشاعر المكسيكي (اللبناني الأصل) خايمي سابينس وقصائده المختارة، التي هيأ نصها العربي الشاعر قيصر عفيف. وفي باب "كاتب ومدينة"، يتوقّف الدكتور محمد عز الدين التازي على ساحل طنجة وإحدى بوابات مدينة فاس وسوقها الشعبي، من خلال "تأمّل في علاقة ممكنة"، بينما يقدّم الكاتب السوري محمد ياسر منصور، صورة المجتمع البريطاني في السينما الإنكليزية، ثم يكتب الفنان التشكيلي اللبناني أمين الباشا عن الناس والمتاحف، وفي معرض "العربي" يقدّم عبود عطية قراءة في لوحة "الرسالة"، وهي من أعمال الفنان بيار بونار التي تلخّص قدرته الفذّة في التعبير عن الحميمية في لحظة هاربة، فنرى الغنى اللوني الذي عُرف به الرسام، وضربات الفرشاة الغليظة التي تكتفي بالحد الأدنى اللازم من الدقة. ويقدّم حاتم حافظ قراءة نقدية في رواية "الحارس" لعزت القمحاوي، كمحاولة لاستقراء فكرة المؤسسة أيًّا كانت عسكرية أو دينية أو اجتماعية، والتي يتضح فيها التهكم على طريقة كافكا، بينما يكتب شتيفان فايدنر، رئيس تحرير مجلة "فكر وفن" الألمانية، عن الترجمة باعتبارها طريقا للتفاهم بين الثقافات. ومن القضايا المهمة التي تعالجها "العربي" قضية المستشرقين والثقافة العربية التي يرفدها في هذا العدد الكاتب المصري سامح كريم، مشيرا إلى أخطاء يقترفها المستشرقون، موضحا بدايات الاستشراق واليقظة الأوروبية وعلوم الإسلام، وثقافة المستشرقين وموقفنا منها. وفي الموضوعات الاقتصادية، يتحدّث الكاتب السوري مجيد الشرع عن المصارف الإسلامية وموقفها من الربا والفائدة. وفي مجال "الثقافة الإلكترونية" يبحر إبراهيم فرغلي إلى فضاء العلوم على الأنترنت، متسائلا عن الذي يبحث عنه العرب على الشبكة العنكبوتية، عارضا لموسوعة علماء العرب، ودورية "طبيعة" على الشبكة، مع زيارة افتراضية لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن. وفي بابه الشهير "جمال العربية"، يتوقّف الشاعر فاروق شوشة عند المتنبي كما صوره الشاعر عمر أبو ريشة، وغير ذلك من الموضوعات الأدبية والعلمية والثقافية التي تزخر بها مجلة "العربي" في عددها الأخير الذي يحمل الرقم 605، بالإضافة إلى هدية العدد وهو ملحق "العربي العلمي" الذي يصوّر حركات "أرضية" لقمر زحل، ويحدّث عن علماء يكتشفون رفات كوبرنيكوس، ويقدّم خفافيش تعلّمت الرفرفة حتى تتمكّن من الطيران، مع تساؤل مشروع حول نهاية مصباح أديسون، إلى جانب "بريد العربي العلمي".