الجزائر نموذج للإرادة السياسية في تشجيع مشاركة المرأة كشفت بثينة قريبع المستشارة الإقليمية لمشروع تدعيم الريادة النسوية ومشاركة النساء في الحياة السياسية وفى عمليات اتخاذ القرار في الجزائروتونس والمغرب، خلال الدورة التدريبية للإعلاميين والمنتخبات حول ''المرأة والمشاركة السياسية''، أن من بين الدوافع الأساسية لتزايد الاهتمام بهذا الموضوع في الفترات الأخيرة على المستوى العالمي عدد النساء االذي يشكل نصف عدد السكان في العالم وفي كل دولة، فصارت مشاركة المرأة في الحياة السياسية تعدّ من أهم المؤشرات على مدى استجابة القوانين والسياسات لاحتياجات وخصوصيات جزء كبير من المجتمع. وأهمّ مؤشرات التمثيلية الحقيقية للمجتمع داخل الهيكلين التشريعي والتنفيذي. وأحد أهم شروط الديمقراطية الحقيقية، فالديمقراطية لا يمكن أن تجهل النوع الاجتماعي''الجندر''. أما عربيا فلأن الأرقام تبين أن نسبة مشاركة المرأة العربية في السلطتين التشريعية والتنفيذية لا تزال ضعيفة جدا وهي الأضعف في العالم، مهما كان شكل نظام الحكم في الدول العربية (نظام ملكي أو جمهوري) فإنه لا وجود إلى حد الآن لأي امرأة في خطة رئيس دولة أو وزير أول أو رئيس حكومة ماعدا ''نجاح العطار''أول امرأة عربية عينت كنائب لرئيس الدولة في سوريا في ,2006 و ''ريما خلف هنيدي'' أول امرأة عربية عينت نائب رئيس الوزراء في الأردن سنة .1999 الدول العربية تبدي الرغبة في تشجيع المرأة سياسيا من بين العوامل التي ساهمت في تحسين وضعية المشاركة السياسية للمرأة في الدول العربية عموما، عددت السيدة قريبع، الإرادة السياسية من خلال بيانات القمم العربية للسنوات 2004 (تونس) و2005 (الجزائر) و2006 (الخرطوم) و2007 (الرياض). وحركة التحرير النسائية العربية عن طريق المرور من مرحلة الاعتراف للمرأة بعدد من الحقوق إلى مرحلة المطالبة بتحقيق المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل إلى التمييز الإيجابي وتمكين المرأة. وكذلك بفضل الآليات و المرجعيات الدولية والإقليمية العربية كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر ,1948 الاتفاقية بشأن الحقوق السياسية للمرأة 20 ديسمبر ,1952 العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 16 ديسمبر 1966 ، اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة(سيداو)، بيان المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان في فيينا سنة 1993 القمم العالمية حول المرأة (مكسيكو ,1975 كوبنهاجن ,1980 نيروبي 1985 ، بيجين عام 1995 ، و''إعلان الألفية'' 2000). بالإضافة إلى الاستراتيجيات العربية للنهوض بالمرأة حيث تبنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ( إدارة المرأة ) الأهداف الدولية للنهوض بالمرأة وتولت صياغتها في استراتيجيات وخطط وبرامج عمل عربية منها إستراتيجية المرأة العربية 1998-,2000 وتضمنت أهداف ومبادئ النهوض بالمرأة العربية في كافة المجالات، وبما يتناسب وخصوصيات المنطقة العربية، واحتياجات المرأة العربية في دولها. والخطة العربية للنهوض بالمرأة 2005 التي تناولت قضايا المرأة العربية في تسعة محاور رئيسية متوافقة مع خطة العمل الدولية. كما شجعتها آليات الإقليمية العربية، كالمؤتمر الأول لقمة المرأة العربية، القاهرة، نوفمبر2000 المؤتمر الثاني لقمة المرأة العربية عمان، نوفمبر2002 ، والمؤتمر الإقليمي العربي عشر سنوات بعد بيجين: دعوة إلى السلام، بيروت،جويلية ,2004 والمؤتمر الأول لمنظمة المرأة العربية:''ست سنوات بعد القمة الأولي للمرأة العربية: الانجازات والتحديات'': البحرين، نوفمبر ,2006 وكذلك المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية،'' المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي والدولي''، أبو ظبي، نوفمبر .2008 انضمام الجزائر إلى ال ''سيداو'' يعكس إرادة تشجيع المرأة سياسيا على العموم وضعت الدول العربية استراتيجية تشمل 7 مجالات بما فيها المجال السياسي، ابتداء من دعم المشاركة السياسية للمرأة من خلال زيادة نسبة تمثيلها في المؤسسات البرلمانية والمجالس التشريعية والسياسية ومواقع اتخاذ القرار. زيادة نسبة عضوية المرأة في الأحزاب والاتحادات والجمعيات المهنية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني. وزيادة نسبة تمثيل المرأة العربية في المؤسسات العربية والإقليمية والدولية . وتعد الإرادية السياسية حسب السيدة قريبع ، في الجزائر من العوامل الايجابية للمشاركة السياسية للمرأة ، إضافة إلى الحركة الجمعاوية التي تعمل على تحسين وضعية المرأة مواكبة لحركة التحرير وتعمل على تعزيز حقوق المرأة، وتتجلى إرادة الدولة من خلال الإطار القانوني المنظم للمشاركة السياسية على غرار انضمام الجزائر إلى جل المعاهدات والاتفاقيات التي تعزز وضعية المرأة، وبخاصة إلى الاتفاقية الدولية لمناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة ''سيداو'' .